پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس الواحد و الخمسون الأخلاق في الإسلام‌(2)

 الدرس الواحد و الخمسون
الأخلاق فی الإسلام‌(2)

یمکن تقسیم المسائل الأخلاقیّة بصورة عامّة‌إلی صنفین:

الصنف الأوّل ـ الأخلاق الفردیّة مثل: التوجّه إلی الله، و ذکره، حبّ الله، التوکّل علی الله، الرضا برضاء الله، إخلاص العمل لله، الأمل، الصبر، غنی النفس، الشجاعة، الإستقامة و الثبات، العزم، طمأنینة النفس، التی هی من الأخلاق الحمیدة.

ومثل: الریاء، العجب، الحسد، الغضب، الإضطراب الباطنّی، الیأس، الجزع، حبّ الدنیا، و الجاه و الشهرة، و الخوف، الحرص، الطمع، وحشة النفس، عدم الرضا بالرضا الالهیّ وضعف الإرادة، التی هی من الأخلاق الرذیلة.

الصنف الثانی ـ الأخلاق الإجتماعیة مثل: حسن الخلق، طیب الکلام، حسن العشرة، التواضع، إحترام الناس، حب العدالة، الإیثار، الدفاع عن المظلومین و المحرومین، حب الخیر، الإحسان إلی الناس، الأمانة، الوفاء بالعهد، الصدق، حفظ الأسرار، الرفق، المداراة، اللین، العفو، الاغماض عن عیوب الآخرین، الإحسان الی الوالدین، الإحسان إلی الولد، صلة الرحم، رعایة الحقوق المتقابلة بین الزوجین، السعی فی قضاء حوائج المؤمنین، الإهتمام بأمور المسلمین، خدمة الناس، إحترام الواجب، والعمل به، حسن الجوار، رعایه حقوق الآخرین و إنفاع الآخرین، التی هی من آداب الحیاة الإجتماعیة، و الخلاقها الحسنة.

و مثل: سوء الخلق، البذائة، سوء العشرة، التکبر، إحتقار الآخرین، الظلم، عدم الدفاع عن حقوق المحرومین و المظلومین، الإضرار بالآخرین، إیذاء الآخرین، الخیانة، نقض العهد، الکذب، إفشاء أسرار الآخرین، الخشونة و العنف، تتبّع عورات الآخرین، سوء معاملة الأبوین، سوء معاملة الولد، قطع الرحم، إیذاء الجیران، عدم رعایة الحقوق المتقابلة بین الزوجین، عدم الإهتمام بأمور المسلمین، الإخلال بالواجب، عدم العمل بالوظیفة، البخل، السعی لدی الظالم و الوشایة عنده، النمیمة، ابتغاء الفتنة، المکر و الغدر، التهمة، الغیبة، مساعدة الظالم، الإسراف و التبذیر، و خداع الآخرین.

إنّ العناوین الأخلاقیة المذکورة و العشرات من العناوین الاخر المشابهة نلاحظها و نشاهدها فی القرآن الکریم و کتب الحدیث، وقد تناولها علماء الإسلام ـ فی کتب التفسیر و الحدیث و الأخلاق بالبحث و الشرح بصورة دقیقة، و عمیقة.

وقد تضمّنت هذه الأبحاث و الدراسات بیان فوائد الأخلاق الحسنة، و تأثیر کلّ واحد منها فی ضمان سعادة الحیاة الاخرویة .. و کذا الآثار و التبعات السیئة المترتبة علی کلّ واحد من الأخلاق الرذیلة فی الحیاة الدنیوِیّة و الأخرویة.

کما قامت تلک الأبحاث بدراسة علل و أسباب ظهور هذه الأخلاق و نشأتها و طرق معالجة المصابین بها، و سبل الوقایة منها.

ومع الأسف لا یسع هذا المجال لتلک البحوث و الدارسات، ولکننا نری أن من اللازم أن نشیر إلی عدة مطالب:

المطلب الأول: انّ للأخلاق الحسنة أو السیئة ـ کما أسلفنا ـ دوراً جوهریاً و تاثیراً هاماً فی السعاأه أو الشقاوة الدنیویة و الاخرویة، بحیث لا یمکن تجاهله او التهوین من قیمته و أهمیته.

المطلب الثانی: انّ تهذیب النفس من الأخلاق الرذیلة، و حملها علی مراعاة الأخلاق الحسنة لا شک عملیة صعبة و شاقة، ولکنها ضروریة علی کل حال.

إنّ النجاح و التوفیق فی مثل هذا العمل المهم یحتاج إلی:

1ـ معرفة الأخلاق الحسنة و السیّئة.

2ـ معرفة النفس و أمراضها الأخلاقیة و طرق معالجتها، معرفة کاملة.

3ـ العزم الجدّی علی إصلاح النفس.

4ـ الصمود أمام المیول الحیوانیة الشدیدة و مقاومة الوساوس و الحیل النفسانیّة.

5ـ مجاهدة النفس الأمّارة و مکافحتها.

6ـ المراقبة الدائمة و الإستمرار فی المجاهدة.

إنّ الذین یفکرون فی سعادتهم الواقعیة، علیهم أن یبدأوا عملهم فی مرحلتین متزامنتین:

المرحلة الاولی: عبارة عن تطهیر النفس و تخلیصها من الذنوب و الأخلاق الرذیلة و هذا العمل یدعی إصطلاحاً بالتخلیة.

المرحلة الثانیة: عبارة عن العبادة، و عن ذکر الله تعالی، و تنمیة الأخلاق الحسنة و هذا یدعی اصطلاحاً بالتحلیة.

إن هذین العملین ضروریّان لضمان سعادة الإنسان، لأنّ النفس إذا لم تتطهر من الأخلاق الرذیلة کیف یمکن أن تصیر محلاً للإفاضات الإلهیة و تصل إلی الکمال المنشود.

و من جانب آخر إذا لم تحصل النفس علی تربیتها عن طریق الإیمان و العمل الصالح و الأخلاق الحسنة، فبماذا و بأیّة وسیلة تتحرک و تتکامل و تبلغ درجة القرب إلی الله.

قال علی علیه السلام: أکرِم نَفسَکَ مِن کُلِ دَنیّة، و إِن ساقَتکَ إلی الرَّغائِبِ، فانّک لن تعتاضَ بما تبذلُ من نفسِکَ عِوَضاً، ولا تکن عَبَد غیرک وقد جَعَلَک الله حُرّاً، وما خیر خیرٍ لا یُنال إلا بشرٍّ، و یُسرٍ لا یُنال إلا بُعسرٍ.(1)

و قال علی علیه السلام: إنَ النَفس جَوهرة ثَمینة من صانها رَفَعَها، ومن إبتذلَها وَضَعَها.(2)

و قال علیه السلام: ألا و إن الجهادَ ثمن الجنّة فمن جاهَدَ نفسَه مَلکها، وهی أکرمُ ثوابِ الله لِمَن عرفها.(3)

و قال علی علیه السلام: من عرف شرف معناه صانه عن دنائة شهوته و زورمناه.(4)


فکّروا و أجیبوا

1ـ اکتبوا الأخلاق الفردیة الحسنة.

2ـ اکتبوا الأخلاق الفردیة السیئة.

3ـ اذکروا عشرة من الأخلاق الإجتماعیة الحسنة.

4ـ اذکروا عشرة من الأخلاق الإجتماعیة السیئة.

5ـ ماذا یجب لتهذیب النفس و تنمیة الأخلاق الحسنة.


1 ـ نهج البلاغة الکتاب 31، صبحی الصالح.
2 ـ غرر الحکم ص 226.
3 ـ غرر الحکم ص 165.
4 ـ غرر الحکم ص 710.