پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرسُ الرابع و الثلاثون المُرتَدّ ـ المُنافِق

 الدرسُ الرابع و الثلاثون
المُرتَدّ ـ المُنافِق

المرتَدّ هُوَ مَنْ خَرَجَ عن الإِسلام و اعتنق الکفرَ .. و المرتدّ علی قسمین: المرتدّ الفطری و المرتد الملّی.

القسم الأوّل ـ المرتدّ الفطری: من کان أحد أَبویه مسلماً حال إنعقاد نطفته، ثم أظهرَ الإِسلام بعد بلوغه ثم خرج من الإِسلام یسمّی مرتداً فطریاً.

و الفطری إن کان رجلاً تبین منه زوجتُه و تنفصلُ من دون طلاق، و تقسَّم أموالُه بین ورثته، بعد أداء دیونه، و یُقتل ولا تفید توبته و رجوعه الی الإسلام فی رجوع زوجته و ماله الیه. نعم تقبل توبته ظاهراً و باطناً بالنسبة إلی بعض الاحکام فیطهر بدنه و تصح عباداته و یملک الاموال الجدیدة و یجوز له التزویج بالمسلمة.

و أما إذا کانت إمرأة بقیت أموالها علی ملکها، ولکنها تبین من زوجها المسلم، ولا تُقتَل، ولکنها تحبَس أبداً و یضیَّق علیها فی السجن، ولو تابت قُبِلت توبتُها، و اُطلِق سراحُها.

و لقد جاء هذا فی الأحادیث الشریفة و إلیک بعضها:

عن محمّد بن مسلم قال: سألتَ ابا جعفر علیه السلام عن المرتدّ فقال: من رَغِبَ عن الإِسلام و کفر بما اُنزل علی محمّد صلّی الله علیه و آله، بعد إسلامه فلا توبةَ له وقد وَجَبَ قتلُه و بانَتْ منه أمرأتُه و یقسَّم ما ترک علی وُلده.(1)

و عن عمّار الساباطی قال: سمعتُ ابا عبدالله علیه السلام یقولُ: کل مسلم بین المسلمین إرتدَّ عن الإسلام وجَحَد محمّداً صلّی الله علیه و آله نبوّته و کذَّبه فانَّ دمَه مباح لمن سَمِعَ ذلِک منه و امرأتُه بائنةٌ یوم ارتدَّ، و یقسَّم مالُه علی وَرَثَتِهِ و تعتَدّ امرأتُه عدّةَ المتوفّی عنها زوجُها و علی الإِمام أن یقتلَه ولا یستتیبَه.(2)

و عن حسین بن سعید قال قرأتُ بخطّ رجُلٍ إلی أبی الحسن الرضا علیه السلام: رجُلُ وُلِدَ علی الإِسلام ثم کَفَرَ و أشرَک و خرَجَ عن الإِسلام هل یُستَتاب أو یُقتَل ولا یُستَتاب، فکتَبَ علیه السلام: یُقتَل.(3)

و عَن علی علیه السلام قال: إذا ارتدَّت المرأةُ عن الإِسلام لم تُقتَل لکن تُحبَس أبَداً.(4)

القسم الثانی ـ المرتدّ الملّی: مَن کانَ أَبواهُ کافِرَینْ حالَ إنعقاد نُطْفَتِهِ ثم اظهر الکُفر بَعْدَ البلوغ ثم أَسْلَم ثم تَرَکَ الإِسلامَ وَ عادَ إلی الْکُفْرِ سُمّیَ هذا الشخصُ مُرتدّاً ملّیاً. یُطلَب من المرتد الملّی أن یتوبَ، فإذا تابَ قُبِلَت توبتُه و إلّا کُرِرَتْ علیه الإِستتابةُ ثلاثَة أیام، فإذا لم یَتُبْ قُتِلْ فی الیوم الرابع.

و سواء کانَ المرتدُّ امرأَةً أو رجلاً لا تنتَقلُ أموالُه وَرَثَتِه قبل الموت، ولکن بمجرَّد الارتداد ینفسخُ النکاحُ بینهما.

جاء فی الاحادیث ما یلی:

عن مسمع بن عبد الملکِ عن أبی عبدالله علیه السلام قالَ قالَ أمیرالمؤمنین عَلَیه السلام: المرتدُّ عن الإِسلام تُعْزَل امرأتُه لا تُؤکَل ذَبیحتُه و یُسْتَتاب ثلاثة أیّام فإنْ تابَ و إلّا قُتِلَ یومَ الرابع.(5)

و عن علی بن جعفر عن أخیه (فی حدیث) قال قلتُ: فنصرانیٌّ أسلَمَ ثمّ إرتدَّ قال یُسْتَتابُ فان رَجَعَ و إلّا قُتِلَ.(6)


المنافِقُ

المنافِقُ هو الَّذی یَعتَرِفُ وَ یَشْهَدُ ظاهراً بوجود الله و توحیدِهِ و المعادِ و رسالةِ النبی محمّد صلّی الله علیه و آله ـ کما یشهد المسلمون، ولکنّه لا یعتقد فی باطنهِ بهذه الشهادات إنه کافرٌ باطناً ولکنه لا یُظهر کفره بل یَدَّعی الإِسلام ظاهراً.

إن مثل هذا الشخص یُعَدّ من جماعة المسلمین و تجری علیه أحکامُ الإِسلام مادام لا یُظهِرُ کفرَه الباطنیّ، و یتمتع بمزایا الإسلام الظاهریة، ولکن هذا الشخص کافرٌ باطناً، ولا یورثُه إسلامُه الظاهریُ الصوریُ السعادةَ و النجاةَ الاُخرویّتَیْن بل یعامَل فی الآخرة معاملة الکفار، بل یعذَب بِأشَدّ مِن عَذابِ الکفار:

قال تعالی فی القرآن الکریم: (إِذَا جَاءَکَ الْمُنافِقُونَ قَالُوا : نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ یَعْلَمُ إِنّکَ لَرَسُولُهُ وَ اللّهُ یَشْهَدُ إِنّ الْمُنافِقِینَ لَکَاذِبُونَ . اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةًً فَصَدُُّواْ عَنْ سَبِیلِ اللّهِ إِنّهُمْ سَاءَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ).(7)

(بَشِّرِ الْمُنافِقِیْنَ بِأَنّ لَهُمْ عَذابًا أَلیِمًا).(8)

(إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْکِ اْلأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).(9)


فکّروا و أجیبوا

1ـ مَنْ هو المرتدّ؟

2ـ مَنْ هو المرتد الفطریُّ و ما هی آثاره؟

3ـ مَنْ هو المرتد الملّی و ما هی آثاره؟

4ـ من هو المنافق؟

5ـ ما هی الحقوق التی یتمتع بها؟

6ـ هل الشهادةُ الظاهریّة توجبُ لِلمنافقِ السَعادةَ الاخرویة؟

7ـ إحفظوا الآیاتِ المذکورةَ فی الدرس الحاضر.

 

1 ـ وسائل الشیعة ج 18 ص 544.
2 ـ وسائل الشیعة ج 18ص 545.
3 ـ وسائل الشیعة ج 18 ص 545.
4 ـ وسائل الشیعة ج 18 ص 549.
5 ـ وسائل الشیعة ج 18 ص 548.
6 ـ وسائل الشیعة ج 18ص 547.
7 ـ المنافقون ـ 1ـ 2.
8 ـ النساء ـ 138.
9 ـ النساء ـ 145.