پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الأئمّة والأحكام الولائية، عصمة الأئمّة وحدودها

الأئمّة والأحکام الولائیة

 

الامام هو خلیفة النبی وکل المسؤولیات المناطة بالرسول صلى‏الله‏علیه‏و‏آله وکل الصلاحیات التی یتمتع بها تنسحب على خلیفته بالحق فالنبی حاکم على الامة ولذا فهو یتمتع بحق تشریع بعض الأحکام الولائیة وهو مفوض فی ذلک والامام أیضاً یتحمل هذه المسؤولیة ویحق له وضع الأحکام فی هذه المساحة ویعمل على تنفیذها.

وبالرغم من أن الأئمة الأطهار لم یتصدّوا لمسؤولیة الحکم باستثناء الامام علی بن أبی طالب علیه‌‏السلام الاّ انهم من الناحیة الشرعیة لهم حق الولایة على الامة ، ومن هنا یحق لهم تشریع الأحکام الولائیة.

ویمکن اعتبار الأحادیث الصادرة عن الأئمة الأطهار فی مضمار
المسائل والفروع والقضاء ، الشهادات والحدود ، الدیات والقصاص والتعزیرات ، شروط وصفات الحاکم والقاضی ، وظائف الحاکم وصلاحیات القاضی ، الجهاد والدفاع وکل ما لم یرد مثیل له فی القرآن الکریم وسنة النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله أحکاماً ولائیة ویتحمل الحکام والمسؤولون فی الدولة مسؤولیة العمل وفقاً لهذه الأحکام کما یتوجب على المسلمین مطالبة الحکام للعمل بها وتطبیقها فی واقع الحیاة وهذا هو الحد الأدنى لما یتوجب على الأئمة المعصومین القیام به لابراز الوجه الحقیقی للحکومة الاسلامیة فی تلک الظروف العصیبة التی کانوا یمرّون بها.

وفی بعض الأحکام الفقهیة والتکلیفیة الصادرة عن الأئمة المعصومین وما وصل الینا مما لم یرد فی القرآن الکریم والسنة النبویّة فان الاحتمال قائم فی کونها أحکاماً ولائیة.

ولرب قائل یقول : کما انه کان للنبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله تفویض من اللّه‏ فی وضع هذه الأحکام وأنه مأذون فی ذلک فکذلک الأئمّة هم مأذونون من جانب النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله فی وضع هکذا أحکام وان هذه الأحکام تنبع من البعد الولائی لهم والذی ورد فی القرآن الکریم وأیده النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله وان ما وصل الینا اذا وفقاً للضوابط الشرعیة وباسناد معتبرة فانه حجة شرعیة ویجب العمل بها.

جدیر ذکره ان ما صدر من الأحکام الولائیة عن الأئمّة الأطهار لم یصدر على أساس رغبات شخصیة ومیول نفسیة وأهواء بل انطلاقاً من تشخیص صائب للمصلحة الانسانیة دنیویاً واخرویاً وکذا المصالح الفردیة والاجتماعیة وهو أحکام نابعة من الضوابط الکلیة التی حددها النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله وأورثها للأئمّة من بعده.

ومن خلال أخذ الظروف الزمانیة والمکانیة والظروف العامة بنظر الاعتبار وعصمة الأئمة الأطهار وتنزههم عن ارتکاب الخطأ والزلل.

 

عصمة الأئمّة وحدودها

 

ان من أبرز صفات الامام العصمة وهی المصونیة التامة عن ارتکاب الخطأ والخطیئة وعن النسیان والعصیان ولهذا یجب أن یکون النبی معصوماً وکذلک الامام یجب أن یکون کذلک معصوماً لأن الامام هو خلیفة النبی والاستمرار الطبیعی لمساره وحرکته لأنه اذا لم یکن الامام معصوماً فلا ضمان اذن فی بقاء الأحکام والقوانین الحقیقیة للشریعة التی انزلت لهدایة الناس وحینئذٍ لا یتم اللطف الالهی فی اکمال الدین واتمام النعمة.

ویمکن ایجاز الأبعاد المختلفة للعصمة فی الامور التالیة :

1 ـ لا توجد فی عقائده خرافات وأباطیل.

2 ـ لا یخطئ فی فهم وادارک الحقائق والمسائل الدینیة.

3 ـ لا ینسى فی ضبطه العلوم والمعارف والأحکام الدینیة.

4 ـ لا یخطئ فی ابلاغ العلوم والمعارف والأحکام الدینیة الى الناس.

5 ـ لا یرتکب الذنوب والمعاصی وکل ما یخالف الشریعة.