پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

علم الامام في ضوء العقل و الأحاديث

علم الامام فی ضوء العقل

فی طلیعة أهداف الرسالة الاسلامیة التی جاء بها سیّدنا محمّد صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله هی تزکیة الناس وتعلیمهم اضافة الى تلاوة القرآن وتعلیمه وکذا تفسیر بعض الموارد اللازم تفسیرها من الآیات وشرح المبهمات وقد کان النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله یقوم بذلک اضافة الى الاشارة الى الناسخ والمنسوخ من الآیات والى الخاص والعام والمطلق والمقید ، کما کان صلى‌‏الله‌‏علیه‏‌و‏آله یقوم بابلاغ الوحی الى الناس وابلاغهم الشریعة الالهیة وکان یعمل على نشر العقائد الصحیحة ویحارب العقائد الباطلة والخرافات وکان یدعو الناس الى مکارم الأخلاق ویحذر من الرذائل الأخلاقیة.

وکان النبی صلى‌‏الله‌‏علیه‏‌و‏آله محیطاً بکل هذه العلوم والمعارف سواء عن طریق الوحی أو عن طریق العقل وانطلاقاً من ذلک فقد کان بمقدوره حمل هذه
المسؤولیة الکبرى فقام بما قام به من مهمات الاُمور حتّى ارتفعت رایة الاسلام عالیاً تهدی الانسانیة الى الصراط المستقیم.

ولأن الامامة استمرار للنبوّة والامام یسیر على خطى النبی وفی الطریق الذی رسمه الرسول صلى‏الله‏علیه‏و‏آله ومهمّته ومسؤولیته الاستمرار فی العمل على تحقیق الأهداف العلیا للنبی فانه یتوجب توفره على کل العلوم التی کان یتمتع بها النبی لکی یمکنه تحمل المسؤولیة فی مواصله طریق النبی.

أجل یجب أن یتمتع الامام بکل ما کان یتمتع به الرسول مع فارق واحد وهو أنه لا یتلقى الوحی المباشر ، غیر ان کلّ علوم النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله لدیه یعنی انه یتلقى العلوم الالهیة على نحو غیر مباشر.

علم الامام فی ضوء الأحادیث

جاء فی الأحادیث الکثیرة ان العلم بالعلوم والمعارف والأحکام الشرعیة هو أحد الشروط الضروریة فی الامام فعلى سبیل المثال ما ورد عن الامام الرضا علیه‌‏السلام قال:

« الأنبیاء والأئمّة صلوات اللّه‏ علیهم یوفقهم اللّه‏ ویؤتیهم من مخزون علمه وحکمه ما لا یؤتیه غیرهم فیکون علمهم فوق علم أهل الزمان فی قوله تعالى: « قُلْ هَلْ مِنْ شُرَکائِکُمْ مَنْ یَهْدی إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّه‏ُ یَهْدی لِلْحَقِّ أَفَمَنْ یَهْدی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلاّ أَنْ
یُهْدى فَما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ »[12] وقوله تعالى: « وَمَنْ یُؤتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثیراً »[13] وان العبد اذا اختاره اللّه‏ عزوجل لأمور عباده شرح صدره لذلک وأودع قلبه ینابیع الحکمة وألهمه العلم الهاماً فلم یعِ ( یعجز ) بعده بجواب ولا یمیر فیه عن الصواب »[14].

وفی خطبة قال الامام علی علیه‌‏السلام:

ایها الناس إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم علیه وأعلمهم بأمر اللّه‏ فیه فان شغب شاغب استعتب فان أبى فقوتل »[15].

وعن أمیرالمؤمنین علی علیه‌‏السلام أیضاً قال:

« فانه اعلم الناس بحلال اللّه‏ وحرامه وفرائضه وسننه وأحکامه مستغنی عن جمیع العالم وغیره محتاج الیه »[16].

وقال علیه‌‏السلام أیضاً:

« فالتمسوا ذلک عند أهله فانهم عیش العلم وموت الجهل هم الذین یخبرکم حکمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم لا یخالفون الدین ولا یختلفون فیه »[17].

وقد جاء فی وصف له علیه لأهل البیت علیهم‏السلام:

« عقلوا الدین عقل وعایة وروایة لا عقل سماع وروایة فان رواة العلم کثیر ورعاته قلیل »[18].

 

 

[12]. یونس (10): 35.
[13]. البقرة 2: 269.
[14]. اصول الکافی: ج1، ص202.
[15]. نهج البلاغة: الخطبة 173.
[16]. بحار الأنوار: ج68، ص389.
[17]. نهج البلاغة: الخطبة 147.
[18]. المصدر السابق: الخطبة 239.