پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

حدود علم الامام

یتوجب أن تکون حدود علم الامام داخل اطار العلوم النبویّة والقیام بمسؤولیة الحفاظ على الرسالة وهدایة الانسانیة والذی یستفاد من « برهان اللطف » ان الانسان عاجز عن اکتشاف الطریق الذی یؤمّن له السعادة الروحیة والاخریة وهو بحاجة أکیدة الى الرسالات الالهیة والى الأنبیاء وعلیه فان النبی یتلقى من اللّه‏ جمیع ما یلزم الانسانیة فی سلوک طریق العبودیة للّه‏ وانه یضع کل ذلک تحت تصرف البشریة ، والامام باعتباره خلیفة الرسول والنبی وهو الاستمرار لمهمة النبی فا نه یتوجب أن یکون عالماً بکل ذلک أی بکل العلوم الضروریة للرسالة والامامة والتی یمکن ایجازها فی ما یلی :

أولاً : الامور العبادیة والتی تؤدی دوراً کبیراً فی تأمین السعادة الاخرویة من قبیل أنواع العبادات کالصلاة والصوم والحج والدعاء والصدقات والخیرات والیها وبکلمة واحدة الفرائض والمستحبات الشرعیة.

فالنبی والامام یعلم تماماً کیفیة القیام بهذه التکالیف والمقدمات والشروط وجمیع المسائل ذات الصلة وهو یهدی الناس ویرشدهم فی کل ذلک.

ثانیاً : المحرمات التعبدیّة وهی من الموانع التی تقطع الطریق من قبیل أکل الربا ، الرشوة ، شرب الخمر ، العدوان على العباد ، غصب الأموال ، الغش فی المعاملات ، الخیانة فی البیع والشراء ، الزنا ، اللواط وغیر ذلک من المحرمات حیث النبی والامام یحذران من ارتکاب هذه الآثام واقتراف هذه الذنوب.

ثالثاً : اصول العقائد ، ان معرفة اللّه‏ والایمان به وحده وبالیوم الآخر محور هام وأساسی فی دعوة الأنبیاء وبالرغم من ان اللّه‏ سبحانه قد أودع فی فطرة عباده معرفة اللّه‏ والایمان بیوم المعاد وانه یمکن التوصل الى هذه العقیدة بالفکر والعقل ولکن لأن الأمر غیر مألوف وغالباً ما یغفل الانسان عن ذلک فان اللّه‏ عزوجل وبلطف منه أنه یبعث الرسل ویرسل الأنبیاء لایقاظ الانسان من نومته وتنبیهه من غفلته فتصحو فطرته ویتبع دعوة الرسل وبهذا یتم اللّه‏ حجته على عباده ومن أجل ذلک کان أول انسان خلقه نبیاً.

وعلیه فان النبی والامام أن یکون لهما الایمان الراسخ بهذه العقائد وأن یکونا عارفین بهذه الاصول العقیدیة مؤمنین بها وبالقضایا ذات الصلة لکی یتسنى لهما أن یدعوان الناس الى هذه العقیدة.

رابعاً : الاخلاقیات ، ویؤدی العظماء دوراً رئیسیاً فی التزام المنظومة الاخلاقیة وفی دعوة الناس الى التحلّی بالاخلاق الحسنة واجتناب سوء الأخلاق من أجل تأمین السعادة فی الدنیا فی الآخرة والرغم من أن اللّه‏ سبحانه قد أودع فی نفوس عباده قانوناً اخلاقیاً وأنه
یمکن من خلال جهد عقلی معرفة المنظومة الاخلاقیة الاّ ان الانسان عادة ما یقع أسیراً لغرائزه الحیوانیة وینساق وراء رغباته وأهوائه ولهذا فان فی طلیعة أهداف الأنبیاء وغایات الرسل هی تزکیة النفوس وتربیتها ومن هنا یتوجب على النبی والامام أن یعرف تمام المعرفة الاخلاق الحسنة وأن یتحلّى بها وأن یکون منزّهاً عن سوء الأخلاق لکی یمکن لهما من خلال العلم بها والعمل وفقها دعوة الناس الیها ویکونا قدوة للناس ومثالاً ملهماً.

خامساً : الشؤون الاجتماعیة والسیاسیة ، یعنی مجموع الأحکام والقوانین ذات الصلة بالحکم وادارة الشؤون الاجتماعیة والسیاسیة للمسلمین من قبیل القضاء ، القصاص ، الحدود ، الدیات ، التعزیرات ، الجهاد ، الدفاع ، الخمس ، الزکاة ، الغنائم الحربیة ، الأموال العامة وسائر الامور من هذا القبیل لأن أحد مناصب ومسؤولیات نبی الاسلام القیادة وادارة المجتمع الاسلامی حیث المجتمع بحاجة الى أحکام وقوانین بعضها عن طریق الوحی الالهی وبعضها الآخر قد فوض اللّه‏ سبحانه رسوله للفصل بها فی اطار مصالح النظام الاسلامی العام.

سادساً : الامور العرفیة ، یعنی القضایا ذات العلاقة بأنواع المعاملات ، الارث ، الوصیة ، النکاح والطلاق وغیر ذلک من الامور التی ترتبط بالمعاملات ، وبالرغم من وجود هذه المسائل العرفیة فی عصر النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله والعصور التی سبقته الاّ ان الحاجة الى اقرار وتغیر بعض الامور العرفیة قائمة وبعد الانتهاء من هذه الاجراءات فانه تکون لدینا حصیلة
معترف بها تکون جزءً من الأحکام والقوانین الاسلامیة وان العلم بها والتوفر علیها مسألة ضروریة للامام ومن المحتمل جداً أن یکون للامام الحق کما کان للنبی أن یتصرف بها فی ضوء المصالح الاجتماعیة ومقتضیات العصر من زمان ومکان.