پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

وجوب طاعة الامام

اشار القرآن الکریم الى وجوب طاعة الأئمّة المعصومین وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله.

قال تعالى:

« یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا أَطیعُوا اللّه‏َ وَأَطیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه‏ِ وَالرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤمِنُونَ بِاللّه‏ِ وَالْیَوْمِ الآْخِرِ ذلِکَ خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْویلاً »[10].

وقد حددت هذه الآیة الطاعة لثلاثة:

1 ـ اللّه‏ تبارک وتعالى: لأنه خالق البشر وهو الذی أفاض علیهم أنواع النعم وان شکر المنعم أمر عقلانی.

وان فی طلیعة نِعَم اللّه‏ تبارک وتعالى ارسال الأنبیاء والرسل وهذا مقتضى لطفه عزوجل من أجل ارشاد الناس الى ما یحقق لهم السعادة المنشودة فی الدنیا والآخرة ومن أجل ذلک أنزل اللّه‏ سبحانه على عباده الشرائع الالهیة من أجل أن یسیر الناس فی الطریق القویم والصراط المستقیم وأمر سبحانه رسله أن یحذروا عباده من الضلال والانحراف عن صراطه المستقیم واذن فان الاستجابة لدعوة الأنبیاء والعمل بالتعالیم الالهیة أمر عقلانی یتوجب القیام به.

2 ـ النبی: وطاعته واجبة بمقتضى الآیة الکریمة ووظیفة النبی ابلاغ رسالة اللّه‏ سبحانه الى عباده وکل ما یوحى الیه من اللّه‏ عزوجل واضافة إلى ذلک فهو یؤدی مهمتین اخریین ؛ الاولى ان اللّه‏ سبحانه قد أجاز له أن یضع بعض الأحکام التی تنضوی تحت الکلیات التی حددها الوحی الالهی فی مختلف أبواب الفقه لیعمل بها المؤمنین والمهمة الاخرى هی انه وانطلاقاً من کونه قائداً أعلى وحاکماً للمسلمین والدولة وبغیة ادارة
شؤون المجتمع الاسلامی سیاسیاً فانه یحق له فی الموارد التی لا یوجد فیها حکم الهی أن یسن بعض القوانین فی اطار ما یحقق مصالح الامة وفی حدود الضوابط الکلیة وأن یعمل على تنفیذ هذه القوانین ویطلق على مثل هذه القوانین: « الأحکام الحکومتیة ».

وبمقتضى هذه الآیة فان طاعة النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله واجبة أیضاً ولذا یمکن الاستدلال بهذه الآیة على عصمة النبی لأنه لو لم یکن معصوماً فلا یمکن تبریر طاعته المطلقة کما هو المفهوم من الآیة.

3 ـ اولو الأمر: وبالرغم من أن مفاد أولى الأمر یشمل الحاکمین الاّ انه ونظراً الى ان الطاعة لهؤلاء هی طاعة مطلقة فان المراد من أولى الأمر فی الآیة هم المعصومین فقط لأنه لا تبریر شرعی ولا عقلی لطاعة غیر المعصوم.

وعلى هذا یتوجب القول ان المراد من أولى الأمر هم خلفاء الرسول صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله من آل بیته وهم الأئمّة المعصومین وهم وحدهم المؤهلون لادارة شؤون الامة الاسلامیة بعد النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله.

وقد جاء فی بعض الأحادیث ما یفسّر أولى الأمر بالمعصومین من أهل البیت علیهم‏السلام.

عن الحسین بن أبی العلاء قال: قلت لأبی عبداللّه‏ الصادق علیه‌‏السلام: الأولیاء طاعتهم مفترضة ؟ قال:

نعم ، هم الذین قال اللّه‏ عزوجل: « أَطیعُوا اللّه‏َ وَأَطیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ » وهم الذین قال اللّه‏ عزوجل: « إِنَّما وَلِیُّکُمُ اللّه‏ُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذینَ آمَنُوا الَّذینَ یُقیمُونَ الصَّلاةَ وَیُؤتُونَ الزَّکاةَ وَهُمْ راکِعُونَ »[11].

وعلیه فان الأئمّة المعصومین هم حملة علوم النبوّة وهم یعملون على نشر المعارف الالهیة وانهم مجازون من قبل النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وفی حالة عدم وجود نص فی وضع القوانین فی ضوء الضوابط الکلیة التی ورثوها عن النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله آخذین بنظر الاعتبار مصالح الامة ومقتضیات الزمان والمکان اضافة الى العمل على تنفیذها وقد أشرنا الى ان مثل هذه الأحکام یطلق علیها « الاحکام الحکومتیة ».

 

[10]. النساء 4: 59.
[11]. المائدة 5: 55.