پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

مناصب النبي، مسؤوليات الامام

أثبتت کتب الکلام ان النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله فی حیاته کان یتمتع بالمناصب التالیة:

1 ـ الارتباط بعالم الغیب وتلقی الوحی من لدن اللّه‏ تعالى.

2 ـ حفظ وصون مجموع العلوم والمعارف والأحکام والقوانین الخاصّة بالشریعة التی تلقاها من الوحی.

3 ـ التبلیغ للدین بین الناس والتحاور مع الناس ومواجهة الخرافات.

4 ـ تطبیق الاحکام والقوانین السیاسیة والاجتماعیة والقضائیة والاقتصادیة والحقوقیة الجزائیة للاسلام والدفاع عن الدین والمسلمین یعنی اقامته الحکومة الاسلامیة.

ولقد کان النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یؤدی هذه الوظائف وهو خلال کل هذه المراحل منزه عن الخطأ مصون عن الخطیئة والنسیان یعنی انه کان معصوماً فی مأمن من ارتکاب أی ذنب لأنه اذا لم یکن النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله معصوماً فان الشک یتطرق الأحکام والقوانین والشریعة التی جاء بها وحینئذٍ تکون الألطاف الالهیة غیر تامة[8].

وللشیعة نصوص کثیرة فی هذا المضمار فی مسألة الامامة ویذهبون الى القول بأن الانسان ومن أجل تحقیق سعادته الدنیویة والاخرویة یحتاج الى أحکام وقوانین وعلوم ومعارف الهیة من خلال ارسال الأنبیاء وان هذه الحاجة مستمرة تواکب حرکة البشریة.

أی ان البشریة بحاجة مستمرة الى وجود الانسان الکامل وفی غیاب النبی فان البشریّة تحتاج الى انسان معصوم یتحمل مسؤولیات النبی ویعمل على تحقیق غایته العلیا والاّ فان رسالة النبی فی ارشاد وهدایة البشریة سوف تبقى عقیمة الجدوى ولا تصل الى هدفها المنشود.

ان حاجة الانسان الى العلوم والمعارف الدینیة لا تقتصر على مجتمع الرسالة بل ان الانسانیة على مدى تاریخها ومسیرتها وفی جمیع عصورها بحاجة الى هذا اللطف الالهی.

وان فترة الرسالة وهی فترة قصیرة غیر قادرة على تأمین هذه الحاجة المستمرة الدائمة خاصة وان رسالة النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله هی آخر الرسالات الالهیة فی تاریخ الانسان وسیّدنا محمّد صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله هو خاتم الرسل الالهیین.

من هنا ینظر الشیعة الى ان الامام هو خلیفة النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وانه الانسان الکامل الذی یخلف النبی فی جمیع مسؤولیاته باستثناء تلقی الوحی.

 

مسؤولیات الامام

ان خصائص ومسؤولیات الامام هی:

1 ـ انه یعلم جمیع العلوم والمعارف والأحکام وقوانین الشریعة ولکن هذا العلم لایتوفر علیه من خلال الوحی ولکن من خلال تعلیم النبی له ومن مصادر اخرى سنشیر الیها فیما بعد.

2 ـ انه یسعى فی نشر وتبلیغ المعارف والعلوم والأحکام وقوانین الاسلام ویحارب ویواجه الانحرافات.

3 ـ انه مسؤول عن اجراء وتنفیذ وتطبیق الأحکام والقوانین السیاسیة ، الاجتماعیة ، القضائیة ، الحقوقیة ، الجزائیة والاقتصادیة للاسلام ؛ یعنی انه یتابع النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله فی اقامته الحکومة الاسلامیة ویعمل على استمرارها وفقاً للموازین الاسلامیة.

4 ـ الامام هو کالنبی فی أداء المسؤولیات والقیام بها وهو مصون تماماً من الخطأ ، الاشتباه ، النسیان والمخالفة العمدیة وبکلمة واحدة انه معصوم ، والاّ فان الغایة الالهیة فی ارشاد وهدایة الناس الى الصراط المستقیم وتحقیق السعادة للانسانیة فی الدنیا والآخرة لن تتحقّق ولن یتم اللطف الالهی.

والشیعة یستخدمون فی مسألة الحاجة الى الامام والعلم والعصمة ووجوب نصبه من لدن اللّه‏ عزوجل الى الدلیل المعروف بـ( اللطف ) ووجود ونصب الامام من الألطاف الالهیة.

ویرى العلاّمة الحلّی ان وجود الامام لطف الهی وتعیینه ونصبه واجب على اللّه‏ تعالى حتّى یتحقّق قصده[9].

والامامیة یعتبرون الامام انساناً ممتازاً من حیث العقیدة والایمان والتحلّی بالمکارم والفضائل الاخلاقیة ، وفی معرفة الصائب والصحیح من الأحکام والقوانین الحقیقیة للاسلام وفی العمل فی الوظائف الدینیة والاحاطة بعلوم عصره ویأتی بعد النبی بدرجة وهو کالنبی فی مضمار مصونیته عن الخطأ والنسیان وارتکاب الذنب وفی العصمة التامة.

وهکذا فانه یمکنه أن یخلف النبی ویصبح قائداً للمجتمع.

أما أهل السنة فانهم لا یشترطون ذلک فی الشخص الذی یخلف النبی ولا ینفون عنه احتمال الخطأ والاشتباه وحتى الفسق ویکتفون بأهلیته للقیادة وادارة الشؤون الدنیوة وممارسة السلطة الزمنیة ومع ذلک فهم یوجبون طاعته على الناس ویعدون مخالفته ومعارضته حراماً.

 

[8]. انظر: النبوّة والنبی، للمؤلّف.
[9]. شرح التجرید: ص284.