پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

التغذية وصحة الطفل

التغذیة وصحة الطفل

 

من وظائف المرأة الحساسة هی تغذیة الأطفال، لأن السلامة والمرض، القبح والجمال وحسن الخلق وسوءه ومستوى الذکاء یتوقف وإلى حد کبیر على کیفیة التغذیة.

وغذاء الأطفال بشکل عام یختلف عن غذاء الکبار، وهو یتغیر تبعاً لنموهم وتقدّمهم فی السن.

ان الأم یجب أن تدرک ما للغذاء من دور فی نموّ سلیم لطفلها.

والحلیب فی طلیعة الأغذیة وأکملها فائدة لانه یشتمل على جمیع ما یحتاجه الطفل من النمو، فالحلیب للطفل الرضیع غذاء حیاتی جداً.. کما ان حلیب الأم یحتوی على جمیع المواد الغذائیة التی یحتاجها الطفل؛ اضافة الى وجود انسجام کامل مع الجهاز الهضمی لطفلها.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام:

«ما مِن لبن رضع به الصبیُّ أعظم برکة علیه من لبن امّه»[281].

ویقول الدکتور عبدالحسین طبا رئیس منطقة شرق المتوسط للصحة العالمیة فی ندائه: «العامل الهام الذی یجعل من الطفل معرّضاً للاصابة بالمرض هو حرمانه من حلیب الأم.. یعنی الضمان الوحید لحیاته»[282].


فعلى الأمهات أن یدرکن أنّهن بإرضاعهنّ أطفالهن یعنی انهن یقدمن لهم وجبات غذائیة غنیة وکاملة.

والمواد التی یتألف منها الحلیب تتأثر بتغذیة الأم، فکلما تنوع غذاء الأم واحتوى على المواد الغنیة بالفیتامینات جاء حلیبها غنیاً کاملاً.

ولذا على المرضعات الاّ یمارسن أی شکل من أشکال النظام الغذائی، خاصّة نظام النحافة (الریجیم) وعلیهنّ أن یفکّرن بأطفالهن الرضع.

وهنا یبرز دور الأب فی تهیئة ما یناسب زوجته من غذاء لازم من أجل تغذیتها وتغذیة ابنهما.

وفی هذا المضمار من الأفضل مراجعة طبیب متخصص بالنظام الغذائی أو اقتناء الکتب التی تهتم بتغذیة الأطفال.

والرضاعة فی کل الأحوال فترة حساسة بالنسبة للطفل، وتترک آثارها البدنیة والنفسیة بشکل واضح.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام:

«لا تسترضعوا الحمقاء فانَّ اللّبن یغلب الطباع»[283].

ویقول الامام الباقر علیه‌‏السلام:

«استرضع لولدک بلبن الحسان، وإیّاک والقباح فانَّ اللبن قد یعدی»[284].

کما ینبغی التأکید على نظام فی الوقت، فتکون الرضاعة فی أوقات محددة ومرتبة من أجل حمایة الطفل من أیة عوارض صحیة.

ویقول الخبراء فی هذا المضمار ان الطفل یحتاج الى رضعة فی کل ثلاث الى اربع ساعات.


وأفضل حالة للارضاع هو احتضان الطفل، لأن ذلک یشعره بالأمان الکامل اللازم للتغذیة فیمتص الحلیب على مهل.

وننصح الأمهات باجتناب ارضاع اطفالهن فی حالة النوم.. فقد یصادف أن تکون المرأة وهی فی عزّ النوم فتستیقظ بعد بکاء طفلها وتدس حلمة ثدیها فی فمه، ثم یغلبها سلطان النوم.. ثم بعد لحظات یکون الثدی قد اطبق على وجهه وسدّ علیه منافذ الهواء فیختنق ویموت!! وما اکثر الحوادث المؤسفة التی وقعت بسبب ذلک.

أمّا المرأة التی تستفید من الحلیب المجفف فی ارضاع طفلها.. فهناک توصیات عامّة أبرزها أن تکون درجة حرارة الحلیب قریبة من درجة حرارة حلیب الأم.

اما اللاتی یرضعن أطفالهن حلیب البقر فمن الأفضل اضافة قدر من الماء وقدر من السکر وغلیه الى حد الغلیان للاطمئنان على قتل جمیع الجراثیم المحتمل وجودها فیه.

کما یمکن للأم تغذیة طفلها الرضیع بعصیر الفاکهة، والحساء الخفیف، والبسکویت والخبز المحلّى، واللبن الرائب الحلو المذاق والجبنة الطازجة، کما ویحذر الاطباء من تقدیم الشای للاطفال لأنه یعوق عملیة امتصاص الحدید، وینبغی أیضاً الاهتمام بنظافة الطفل وترتیب استحمامه بشکل منتظم.

فالنظافة تحمی الاطفال من الجراثیم التی تهاجم أبدانهم الغضة.

اضافة الى الالتزام ببرنامج التلقیح الصناعی لحمایة الطفل من الأمراض والأوبئة.

ان الأم اذا التزمت بکل ذلک فستضمن لابنها الصحة والسلامة والنمو.

 

[281] وسائل الشیعة.
[282] جریدة اطلاعات 15 فروردین 1353.
[283] وسائل الشیعة: 15/188.
[284] نفس المصدر: 189.