پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

تمريض الزوجة

تمریض الزوجة

 

المرأة والرجل فی ظلال الحیاة الزوجیة یحتاج أحدهما الآخر.. یحتاج حبّه ومساعدته وتضامنه على الدوام..

وربّما لا تفرز الحیاة العادیة هذه الحاجة بوضوح لکنها تکون حیاتیة ومصیریة لدى تعرض أحدهما لمشکلة ما وربّما تصل ذروتها لدى المرء عندما تلمّ به وعکة أو علّة أو مرض.

ولأن التأثیر المرضی لا یقتصر على الجسم فقط بل انه یطال الجسم والروح والجسد والنفس فإن المرء یراجع الطبیب بحثاً عن دواء ناجع ولکن من الذی یضع المرهم على الروح؟

إنه القلب الدافى‏ء الذی ینبض بالحب.

ومن هنا فأن الزوج اذا ما تعرضت زوجته لوعکة فإنّ علیه أن یقوم بدور الممرّض الذی لا یقدّم لها الدواء فحسب بل ویبتسم لزوجته ویعزّز من روحها المعنویة.

فالمرأة وبسبب تکوینها العاطفی تنتظر من الزوج أن یملأ الفراغ الذی ترکه أبواها.

فیوم کانت طفلة وشابّة کانت تلقى الرعایة الکاملة من أمها وأبیها، ولکن عندما انتقلت الى بیت الزوجیة.. یعنی أنها لجأت الى صدر دافى‏ء وقلب طیب یعوّضها الحنان الذی کانت تنعم فیه.


فلیس من واجب الرجل أن یعرض زوجته على الطبیب أو یصطحبها الى العیادة فحسب بل وأن یسهر من أجلها الى أن تبلّ من المرض.

فالمرأة شریک حیاة وصدیق وحبیب ورفیق درب ولها من الحقوق مثل الذی علیها من الواجبات..

إنها تکدّ فی البیت وتعمل لتوفر ظلاّ وارفاً لزوجها.. إنها تسعى دائماً حتى یجد زوجها لدى عودته مکاناً نظیفاً وطعاماً طیباً وجوّاً هادئاً.

ومن الوفاء أن یقف الرجل الى جانب زوجته إذا ما تعرّضت للخطر.. أن یتضامن معها إذا داهمتها مشکلة وأن یشدّ على یدیها اذا ألجأها المرض الى الفراش.

لنقرأ هذا الخبر:

«قالت امرأة فی شکواها على زوجها: لقد عشت معه الحلوة والمرّة من الحیاة، لقد خدمته بکل ما اقدر علیه ولکن عندما مرضت اذا به یطردنی ویقول: لا أرید امرأة مریضة[141].

سیدی!

لیس من العدل والانصاف ولا من الوفاء أن تعامل زوجتک بجفاء إذا مرضت ان الانسانیة تحتم علیک أن تقدم ید العون حتى للغریب فی ظروف کهذه بل حتى فی ساحة المعارک للعدو الجریح والأسیر الجریح.

فکیف بالمرأة التی تعیش معک تحت سقف واحد؟!

وکیف بالانسان الذی ینبض قلبه بحبک ویغمرک بعطفه وحنانه؟!

إنها لیست زوجتک فحسب بل وأم أبنائک والانسان الذی یقف الى جانبک
فی الظروف العصیبة ومنعطفات الحیاة.. ان الوفاء یحتم علیک تمریضها بتوفیر کل ما یلزمها من أسباب الراحة والنقاهة والشفاء.

ولو تعذّر علیک ذلک فان الاستعانة بممرضة للسهر علیها وتمریضها یعدّ جزءً من واجبک کزوج.

وتأکّد یا سیدی أنک إن فعلت ذلک فانه سیعود علیک بالخیر فی الدنیا والثواب فی الآخرة.

سوف تقدّر زوجتک ذلک منک وستزرع فی قلبها الأمل الکبیر، وسوف تضمر فی قلبها لک أکبر الوفاء وتعاهد نفسها أنها ستقف الى جانبک وتسهر على راحتک عندما تستعید صحتها من جدید، وتأکد أیضاً أنک بعملک وبموقفک النبیل ستستشعر السعادة بقدر لا یوصف، لأن التضحیة من مصادر السعادة الأخلاقیة وستکون أضعافاً مضاعفة مع من تحب.

وهذا سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم یقول:

«خیرکم خیرکم لأهله، وأنا خیرکم لأهلی»[142].

ویقول فی مناسبة أخرى:

«من سعى لمریضٍ فی حاجة قضاها أو لم یقضها خرج من ذنوبه کیوم ولدته اُمه.

فقال رجل من الانصار بأبی أنت وأمّی یا رسول اللّه‏ فان کان المریض من أهل بیته أو لیس أعظم اجراً إذا سعى فی حاجة أهل بیته قال: نعم»[143].


[141] اطلاعات 18 اردیبهشت 1351.
[142] وسائل الشیعة: 14/122.
[143] المصدر السابق: 643.