پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

ماذا لو ثبتت الخيانة؟

ماذا لو ثبتت الخیانة؟

 

یواجه الرجل مأزقاً حقیقیاً فیما لو ثبتت خیانة زوجته، وأیقن من وجود علاقة مع رجل آخر.

لأن تحمل مثل هذا العار سیکلّفه غالیاً، وسیجد نفسه فی طریق مسدود وسیکون موقفه حرجاً جداً فی اطار من الاحتمالات التی هی بمثابة طرق ومواقف:

الأول ومن أجل کرامته وکرامة اسرته وخوف الفضیحة یحاول التحمل والتکیف مع الوضع الشاذ الى النهایة. وهو طریق خاطى‏ء بطبیعة الحال لأنه یتناقض وغیرة الرجل، لأن الرجولة تأبى الخیانة الزوجیة ووجود اطفال غیر شرعیین، فالغیرة من صفات الرجل الحمیدة. والدیوث لا وزن له عند اللّه‏ والناس.

وحیاة الدیوث هی حیاة دنیئة أکثر دناءة من الحیاة الحیوانیة.

یقول النبی صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم: «ان الجنّة لیوجد ریحها من مسیرة خمسمائة عام ولا یجدها عاق ولا دیّوث قیل: یا رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم وما الدیوث؟ قال: الذی تزنی أمرأته وهو یعلم بها»[192].

الطریق الثانی قتل زوجته أو قتل شریکها فی الخیانة، وهو طریق الانتقام
والتشفّی العابر، ولکنه عمل خطیر جداً عاقبته الندم، وسیکون عسیراً علیه أخفاء جریمته أو السکوت فی مقابل الاتهام وتبریر موقفه وهکذا سیکون مصیره فی کل الاحوال اما الاعدام أو السجن المؤبد وضیاع الاطفال.

وعلى هذا فان لیس من المنطقی أن یتصرّف الانسان بوحی الانتقام والتشفّی، ولن یکون المرء عاقلاً وهو یقع تحت تأثیر هاجس الانتقام.

الطریق الثالث هو الانتحار، حتى لا یرى خیانة زوجته والفرار من العار، وهو طریق یتنافى مع ما ینصح به العقلاء لأنّ الانتحار جریمة تحاسب علیها الشریعة المقدسة، وهو من الکبائر التی تورد المرء النار. والمنتحر انسان مهزوم خاسر، خسر الدنیا والآخرة.

ولعل هذا الطریق هو أسوأ الحلول.

الطریق الرابع وهو الذی ینسجم مع منطق العقل والشریعة.. انه فی حالة ثبوت الخیانة فان الطلاق هو الحلّ والخلاص من هذا الشرّ.

صحیح أن الطلاق له خسائره وأضراره خاصة فی زیجة أسفرت عن اطفال.. ولکن وفی مثل هذه الظروف الحساسة یعدّ الحلّ المثالی من أجل انقاذ نفسه وانقاذ أطفاله الأبریاء حتى لا ینشئوا فی أحضان ملوّثة بالخیانة والغدر والدناءة.

وسیکون موقف الرجل فی اتخاذه هذا القرار محموداً فی نظر الناس وفی عین اللّه‏ الذی سیرزقه امرأة صالحة، تضمد جراح قلبه النازفة وتعید الدف‏ء والعفّة والطهر الى منزله.


[192] وسائل الشیعة: 14/109.