پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

المتشائمات

المتشائمات

 

لیس شیئا أن تراقب المرأة سلوک زوجها، على أن تبقى تلک المراقبة فی اطار معقول لا یخرج عن حسن الظن.

ولکن إذا استحالت المراقبة الى تصرّفات ناجمة عن سوء الظن والشکوک فانه سیتخذ طابعاً مرضیاً، یتبلور فی حالة من التشاؤم تستعصی على العلاج، وهو مع الأسف ظاهرة مرضیة تصاب بها کثیر من النسوة.

امرأة تنتابها هواجس، وتذهب بها الظنون والشکوک کل مذهب.. تتصور أن زوجها قد تزوّج من امرأة أخرى أو أنه یخطط أو یفکّر فی الزواج منها.. انه یخونها.

أو أنه له علاقة بسکرتیرته، أو یهوى فتاة ما.. وإلاّ لماذا یعود الى المنزل متأخراً؟!

انه لابدّ یسرح ویمرح مع هذه أو تلک!

لقد تحدث مع فلانة.. انه یهتم بها.. أو ان امرأة ما حبّبه باحترام.. فلابدّ وان له علاقة بها.

انه یرعى تلک الأرملة ویحسن الى ابنائها.. انه یطمع الى الزواج منها اذن!

لقد عثرت فی سیارته على دبوس شعر.. لقد ذهب ولاشک مع محبوبته فی نزهة بالسیّارة؟

لقد کتبت الیه امرأة رسالة فهی اذن زوجته فی السرّ.


لماذا یذهب الى الحمام یوم الاثنین من کل اسبوع هل لدیه موعد مع عشیقته أو صدیقته!

لقد کذب علیّ.. فهو یخوننی اذن..

لأن الرمّال أخبرها بوجود أمرأة شقراء تنصب لها العداء ینتابها هاجس فی أن تکون عشیقته تخطط لطلاقها!؟

ومثل هذه التصوّرات والأوهام والظنون تعتبرها المرأة المتشائمة ادلّة لا تقبل النقض!

وتکون الکارثة عندما تؤمن المرأة ایماناً لا یتزعزع فی أن هذه الأوهام حقائق دامغة.. عندها یستحیل ذهنها الى میدان تتسابق فیه خیول مجنونة..

سوف یکون شغلها الشاغل مراقبة تصرّفات زوجها بعین ملؤها الشک وسوف تبحث عن أدلة اضافیة فی کل یوم.

وبسبب طبیعة المرأة العاطفیة فانها قد لا تصبر فتتحدّث وقد تجد تعاطفاً من المستمعین والمستعمات ویزداد الطین بلّة. وبعدها یبدأ فصل جدید تستحیل المرأة فیه الى ضابط تحقیق، ومفتش عام للأحوال الشخصیة، وقد لا تجد المرأة من زوجها تصرفاً بمستوى حالتها النفسیة المتردّیة عندها لا یبقى أمامها سوى التصدیق بأن أوهامها حقائق مریرة..

وتصل الأمور بالزوجین الى النزاع والشجار وتبادل الاتهامات وسینعکس الوضع الجدید بظلال سوداء على المنزل والأطفال.

لأن الزوجة التی تستحیل الى امرأة لا هم لها سوى البحث فی جیوب زوجها بحثاً عن  وثیقة لا وجود لها، والأم التی یصبح همّها الوحید مطاردة خطوات زوجها لیست أماً ترعى ابناءها.

وهکذا یستحیل العش الدافى‏ء الى جحیم، والظلال الوارفة المفعمة
بالصفاء الى صحارى وشمس حارقة.

سوف تتعذب هذه المرأة وتعذّب الذین یعیشون معها، لأن الأوهام قد تمکنت منها ولن یجدى نفعاً بعد ذلک الأَیمان المغلظة لزوجها ومحاولات اقناعها بأنها على خطأ فی تصوّراتها.

هناک مصادیق کثیرة لهذا الصنف من النسوة، ولکن لا بأس بذکر هذه الحکایة:

«فی مرافعتها أمام المحکمة قالت السیدة...: لا تندهشوا اذا قررت الطلاق بعد اثنی عشر سنة من الحیاة المشترکة وانجاب ثلاثة أطفال صغار..

لقد تأکدت إن زوجی یخوننی.. رأیته قبل أیام یتمشى مع امرأة متبرّجة.. معشوقته برجها «خرداد»[172].. اننی اطالع فأله فی مجلة اسبوعیة واکثر ما أقرأه فی فأله: تقضی وقتاً ممتعاً مع التی من برج خرداد.. فی حین أنا موالید «بهمن»[173]، فلابدّ انها امرأة أخرى غیری.. ثم اننی اشعر أن زوجی لا یحبنی کما فی الماضی..

قالت ذلک وسالت الدموع من عینیها!

وقال زوجها: یا امرأة قولی ماذا أفعل؟!

لیت هذه المجلة تهتم بقرائها قلیلاً فلا تسطّر أکاذیبها.

صدّقونی لقد حوّلت نهاری الى لیل مظلم.. اذا قرأتْ مثلاً فی فألی: تحصل على ثروة، فسوف تصبّ فوق رأسی البلاء وتطالبنی بالثروة التی حصلت علیها.. انها لا تخضع للمنطق ولا ترید ان تدرک الحقیقة.. ومن الأفضل أن
نفترق[174].

وقال رجل فی المحکمة: بعد أن تناولنا طعام العشاء فی دعوة لدى أحد الأصدقاء ولدى عودتی أوصلت بسیارتی صدیقی الذی حضر الدعوة مع زوجته.

وفی الیوم التالی عندما أوصلت زوجتی الى بیت أهلها وقعت عیناها على دبّوس شعر..

سألتنی عن الدبّوس لمن؟ والحق شعرت بالذعر للمفاجأة وارتبکت فی الجواب لأنی نسیت موضوع الدعوة ولذا لم أوضح لها شیئاً.

وظننت أن الأمر قد انتهى.. لکنی فوجئت بعد أن أردت أن أعید زوجتی الى منزلنا.. أنها لن تعود وبعثت الیّ من یقول لی: الأفضل أن تعیش مع صاحبة الدبّوس![175]

وقالت امرأة شابّة فی شکواها: زوجی یعود متأخراً فی اللیل بحجة ان لدیه عمل فی محل عمله. وقد سبب لی ذلک غمّاً.. خاصّة بعد أن أخبرتنی بعض جاراتی أن زوجی «یکذب علیک».. وانه یمضی وقته فی لذائذه.. ولذا لم أعد ارغب فی العیش مع انسان یکذب علیّ وفی الاثناء أخرج الزوج رسائل من جیبه وقدمها الى القاضی قائلاً:

ارجوک یا سیدی اقرأها بصوت عال حتى تسمع وتدرک اننی لم أقل لها إلاّ الحقیقة.. وتعرف لماذا أعود متأخراً؟!

وجاء فی أحدى الأوراق کتاب شکر من رئیسه بسبب اخلاصه فی العمل
وکتاب آخر فی ترقیته ومضاعفة أجوره وتعیینه عضواً فی إحدى اللجان.

وتقدمت زوجته لتطلع عن کثب على الأوراق وقالت: ولکنی کنت أفتش کل یوم جیوبه ولا أجد شیئاً من هذا.

قال القاضی: ربمّا کان یحتفظ بها فی مکتبه!

وقال الزوج: ان سوء ظن زوجتی یؤرقنی فی اللیالی، وکنت اتصوّر أن زوجتی لا ترغب فی العیش معی وفی الأثناء تقدمت السیدة من زوجها وقد امتلأت عیناها بالدموع واعتذرت الى زوجها الذی ابتسم فی رضا وغادرا قاعة المحکمة[176].

وقال طبیب اسنان فی شکواه: زوجتی تغار بشکل غیر معقول أنا طبیب اسنان.. وتراجعنی نساء، وهذا ما یجعل زوجتی تشعر بالغیرة، وتتشاجر معی بسبب ذلک کل یوم.. انها تعتقد أننی یجب الاّ استقبل امرأة للعلاج.. ولکنی لا ارید أن أخسر مرضای بسبب غیرتها.. أنا أحب زوجتی وهی تحبنی.. ولکن هذه الغیرة اللعینة تعکّر صفو حیاتنا..

قبل أیام فاجأتنی فی العیادة واقتادتنی بالقوّة الى البیت..

وهناک تشاجرنا.. وکان السبب أنها سمعت فتاة شابّة فی صالة الانتظار تقول عنی: أنه دکتور طیب وأنیق وهذا ما جعلها تفقد اعصابها وتفاجأنی فی مکتبی بهذه الطریقة الملیئة بالخفّة[177].

وذکرت امرأة فی شکواها؛ ان احدى صدیقاتی اخبرتنی بان زوجی یتردد على منزل امرأة ولذا فکرت فی مراقبته، واکتشفت أن ما ذکرته کان عین
الحقیقة، فشعرت بالغیظ وذهبت الى منزل أهلی واننی أطلب من ساحة القضاء معاقبته!

وأیّد الزوج ذلک قائلاً: نعم هذا صحیح ولکن أصل القضیة أننی ذهبت الى الصیدلیة لشراء الدواء، ووجدت امرأة ترید حلیباً مجففاً ولکن نقودها لم تکن تکفی فساعدتها، ثم عرفت أن هذه المرأة أرملة مسکینة لیس لها أحد فأنا أذهب بین فترة وأخرى لمساعدتها.

وأثبت التحقیق فیما بعد صدق دعوى الرجل وتم الصلح بین الزوجین[178].

إن سوء الظن والتشاؤم مشکلة کبرى تعانی کثیر من الأسر، وما أکثر العوائل التی تحطمت بسبب هذا البلاء..

وما أسوء حظ الاطفال عندما یرون أباءهم وأمهاتهم یتشاجرون بسبب ولا سبب.

إن جوّاً أسریاً یسوده النزاع والحقد وسوء الظن لا یمکن أن یکون محیطاً مناسباً لتنشئة جیل صالح معافى من الأمراض النفسیة.. وما أکثر العقد النفسیة التی نشاهدها لدى الکبار وتعود جذورها الى مرحلة الطفولة یوم کانوا صغاراً؟!

والحیاة الأسریة فی مثل هذه الظلال السوداء ستکون سلسلة من العذاب المتواصل والمستمر... أما إذا فکر أحدهما أو کلاهما بالطلاق کحل للمشلکة فمن أین للرجل مثلاً أن یعلم سیحصل على امرأة مناسبة مع ظروفه الجدیدة؟ ولنفترض أنه وجد امرأة غیر مصابة بمرض الغیرة فمن أین له أن یعرف أنها غیر مصابة بأمراض أخرى لا تقل سوءً عن الغیرة؟

ان الطلاق لن یکون حلاّ للمرأة ولن یکون طریقاً لخلاصها مما کانت
تعانیه..

قد تتصوّر انها بذلک قد انتقمت من زوجها ولکنها فی الحقیقة قد سببت لنفسها الشقاء..

من أین لها أن تعلم أنها قد تحصل على زوج مناسب.. ربما تبقى ثیّباً الى نهایة العمر محرومة من ألیف ومؤنس یبدّد عنها وحشة الوحدة والعنوسة..

واذا ما حصلت على زوج فمن أین تدری انه أفضل من زوجها السابق أنها مضطرة للزواج من أرمل ماتت زوجته أو رجل طلّق زوجته..

وهناک خسارتها الکبرى فی حرمانها من تربیة ابنائها وحرمان ابنائها من نبع فیاض بالحنان..

فلا الشجار والعراک والنزاع یمکن أن یکون طریقاً للحیاة الزوجیة، ولا الطلاق یکون حلاّ لمشکلات الحیاة المشترکة.. ویبقى الطریق الثالث وهذا الطریق هو طریق التفاهم.. خاصّة الرجل الذی یتحمّل مسؤولیته أکثر من المرأة..

حتى یمکن القول أن بیده مفاتیح الحل.. فالرجل إذا تمتع بالحکمة والصبر انه یستطیع أن یتحمل زوجته حتى خلاصها من هذا المرض الخطیر.

وما دام الحدیث قد جرّنا الى هذه النقطة فاننا نهمس فی أذن الرجل قائلین:

سیدی!

هل تعلم أن بواعث الغیرة لدى زوجتک هی الحبّ؟ انها تحبّک وتحب اسرتها ولذا فهی حریصة على استمرار حیاتها الزوجیة فی صفاء ووئام.

وتأکد یا سیدی أن زوجتک آسفة فی أعماق قلبها لما وصلت الیه أوضاع الأسرة من توتر.. انها لا تودّ أن یحصل شیء یسیء الى الحیاة العائلیة ویسبب الأسى فی نفوس الاطفال ولکن ماذا تفعل؟.. إنها مریضة.


لا تتصّور ان الامراض قصراً على الجسم.. ان الروح والنفس هی الأخرى تمرض، وجراح الروح أصعب علاجاً من جراح الجسم وأمراض النفس أکثر إیلاماً من أمراض البدن.

ان علیک أن تنظر الیها بعین الرحمة لا الانتقام وبعین المحبّة لا الحقد..

وعلیک أن تحاورها بدل أن تشاجرها.. وأن تتخذ موقفاً یتسم بالتعقّل والصبر.

وتأکد یا سیدی أن الشجار سوف یجذّر ظاهرة المرض فی زوجتک ویدفع بالوضع من سیء الى أسوأ.

فالحب هو وحده الذی یسخر القلوب، وعندما تتصرف مع زوجتک بمحبّة فانک بذلک تفجر نبعاً من الصفاء والمودّة فی قلبها وتبدد عنها ضباب الشکوک والغیرة والتشاؤم.

ما الضیر فی أن تمنحها فرصة لمراقبتک إذا کنت واثقاً من سلوکک دعها تطارد خطواتک لتتأکد بنفسها من برائتک..

دعها تقلب أوراقک أو تفتش جیوبک..

حاول أن یکون لک برنامج ثابت فی تواجدک فی المنزل ویکون لک حضور منتظم.

وحذار من الکذب یا سیدی لأنک تدمّر الثقة بک، وحذار أن تخفی علیها ما یحق لها الاطلاع علیه أو لا ضرر فی الاطلاع علیه.

وابتعد عن الغموض فی تصرفاتک لأنک بذلک توفر أرضیة خصبة لسوء الظن والشک.

من الممکن یا سیدی أن تکون شخصاً نظیفاً وأنک لا تفکر فی خیانة زوجتک، ولکنها وبسبب طبیعتها الحساسة جداً لا ینتابها شک إلاّ وله ما یبرّره..


لأنک لو راجعت سلوکک لوجدت فیه أحیاناً قدراً من الغفلة وضعک فی موضع الاتهام من قبلها!

ربّما مازحت امرأة أو تحدثت معها بطریقة تثیر شکوک زوجتک..

وربّما تبادلت حدیثاً مع سکرتیرتک وضحکتما معاً، ان هذه التصرّفات تغیظ عادة زوجتک.. لأنها تحب أن یکون رجلها لها وحدها من دون نساء العالم أجمع.

انها تفکّر بنفس الطریقة التی تفکر بها أنت..

أنت أیضاً لا یروق لک أن تتحدث زوجتک مع رجل اجنبی أو تمازح رئیسها أو زمیلها فی محلّ عملها..

سوف تغلی عروقک ثورة من أجل تصرّفها.. وهی أیضاً محقّة فیما لو رأتک فی نفس الوضع.

هل تعلم أن مدیحک وکیلک الثناء لأمرأة فی حضور زوجتک یفجّر فی أعماقها الأسى والغیرة؟

اذا أردت أن تساعد امرأة وحیدة مطلّقة کانت أم أرملة فلیکن ذلک بعد مشورة مع زوجتک ولیکن ذلک أیضاً عن طریقها.

وخلاصة القول إن الرجل یتحمل مسؤولیاته تجاه زوجته وعلیه أن یتخذ معها اسلوبا فیه مداراة ورقة، لأنها حساسة جداً حساسة أکثر مما تتصوّر.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام:

«فداروهن على کلّ حال، وأحسنوا لهنَّ المقال، لعلّهنَّ یحسنَّ الفعال»[179].

ویقول الامام السجاد:


«وأما حقَّ الزوجة اذا جهلت عفوت عنها»[180].

ویقول رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم: «من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللّه‏ بکلّ مرّة یصبر علیها من الثواب مثل ما أعطى أیوب علیه‌‏السلام على بلائه»[181].

والآن دعونا نتحدث مع المرأة بضعة کلمات:

سیدتی!

إن موضوع الخیانة الزوجیة إدّعاء خطیر یلزمه دلیل وبرهان.. لا یحق لک یا سیدتی أن تقطعی بخیانة زوجک بمجرّد بعض الشکوک والظنون.

هل تودّین أن یتهمک أحد بدون دلیل؟ واذا ما حصل ذلک ماذا سیکون موقفک یاترى؟

وهل یصحّ اثبات اتهام خطیر مثل هذا بمجرّد شهادة بعض السفهاء؟!

واللّه‏ سبحانه یقول: « یا أیها الذین آمنوا اجتنبوا کثیراً من الظن إنّ بعض الظن اثم »[182].

ویقول الامام الصادق علیه‌‏السلام:

«البهتان على البریء أثقل من الجبال الراسیات»[183].

ویقول سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«من بهت مؤمناً أو مؤمنة أو قال فیه ما لیس فیه أقامه اللّه‏ تعالى یوم القیامة على تلٍّ من نار، حتّى یخرج ممّا قاله فیه»[184].

سیدتی!


حذار حذار من الجهل والتعجّل والانقیاد وراء العاطفة، کونی حکیمة عاقلة.. عندما تشعرین بالغضب، وعندما تکونین ثائرة الاعصاب، فالجأی الى رکن هادیء فی بیتک، وحاولی استعراض کل أدلّتک وشواهدک، وکل القرائن التی بحوزتک.. بل یمکنک تسجیلها ومن ثم اعرضیها أمام احتمالات هذه القضیة..

ولتکونی قاضٍ منصف فی اصدار احکامک، وعندما تجدین صعوبة فی اثبات هذه القضیة لعدم کفایة الأدّلة.. فاستأنفی تحقیقک من جدید ولا تترکی لسوء الظن طریقاً الى نفسک.

عندما تعثرین على دبّوس شعر فی سیارة زوجک مثلاً فان احتمالات هذه القضیة کالتالی:

1 ـ ربّما یعود الى قریبات زوجک.. کأن تکون أخته، ابنة أخیه أو ابنة أخته أو عمته أو ابنة عمته خالته أو ابنة خالته.

2 ـ ربما یعود هذا الدبّوس إلیک وقد سقط منک فی وقت سابق.

3 ـ لعله یعودالى زوجة أحد اصدقائه أوصلهما ذات یوم.

4 ـ أو أنه أوصل امرأة وجدها فی طریقه ذات لیلة مطیرة.

5 ـ وربما یکون عمل حاسد أو حاسدة یرید أو ترید تدمیر حیاتکما الزوجیة.

6 ـ لعلّه أوصل سکرتیرته الى منزلها بعد أن تأخرت بسبب انجاز بعض الاعمال الاداریة.

7 ـ ولعلّه یعود الى عشیقته حقاً، ذهبا معاً فی نزهة.. انه فی الحقیقة اضعف الاحتمالات.. ولیس له قیمة سوى قیمة أی احتمال آخر.

فعندما یعود زوجک الى المنزل متأخراً فلا تعدّی ذلک دلیلاً على خیانته.. لعلّه تأخر فی العمل لعله یعمل ساعات فوق الوقت الادرای.. وربّما لبّى دعوة
صدیق أو زمیل أو قریب..

وربّما کان فی اجتماع هام أو حدثته نفسه أن یقوم بنزهة مشیاً على الاقدام.

فإذا سمعت ذات مرّة سیدة تکیل الثناء على زوجک أو حتى تتغزّل به فما هو ذنبه یا ترى؟

وربّما لا یودّ مثلاً أن یطّلع أحد على شؤونه الداخلیة؛ أوراقه، رسائله، دفتر مذکراته فهل تعدّین ذلک دلیلاً على اخفاء علاقة غرامیة مع إحداهن؟!

هناک کثیر من الرجال یتطلب عملهم جانباً من السرّیة ولا یودّون أن یطلع على هذا الجانب أحد.. ان احتمال وجود خیانة زوجیة فی الموضوع بعید جدّاً مالم یثبت ذلک بدلیل قاطع وبرهان ساطع.

لنفترض أن أمراً أثار شکوکک وذهبت بک الوساوس والهواجس، فمن الأفضل فی مثل هذه الحالة أن تصارحی زوجک..

ولتتخذ لهجتک فی الحدیث اسلوب الباحث عن الحقیقة لا الاحتجاج والاعتراض والاستنکار.

قولى له مثلاً:

ـ اننی أعیش جحیماً من الشک.. تذهب بی الظنون مذاهب شتى.. أرجوک ما هی حقیقة هذا العمل الفلانی أو الشیء الفلانی؟

عندها سوف یقدم لک جواباً مقنعاً یبدد شکوکک، وإلاّ فمن حقک أن تتحققی من الأمر بنفسک، وإذا ما ظهر لک انه قد کذب علیک فی أمر ما، فلا تجعلی من هذه الکذبة ذریعة فی توجیه اتهام الخیانة بحقه.. حاولی أن تتعرّفی على السبب الذی جعله یکذب علیک فی هذا المورد أو ذاک.

ربّما ینسى زوجک موضوعاً ما حیث یکمن فیه تفسیر ما أثار سوء ظنّک به ولذا یضطر الى کذبة بیضاء ینقذ فیها موقفه.. فإذا اعتذر الیک وإذا قال لک إنّه
نسی الموضوع فاقبلی عذره.

سیدتی!

وعندما ینتابک الشک فی زوجک، فلا تصارحی أحداً بذلک لأنّه قد یکون حاسداً یستغل الموضوع فی غیر مصلحة أسرتک. المشورة طبعاً أمر حسن بشرط أن نستشیر أهل النصح والواعین والذین یریدون الخیر لنا.

ونقطة هامة یا سیدتی!

عندما تثبت براءة زوجک وعندما یشهد زملاؤه بصدقه، وعندما تؤید کل الشواهد والقرائن موقفه.. ثم تظلّین نهباً لوساوسک وشکوکک فاعلمی یا سیدتی أنک مریضة!!

إنک یاسیدتی مصابة بسوء الظن والتشاؤم.. وانه من اللازم أن تراجعین طبیباً نفسیاً یضیء لک هذا الجانب المرضی فی حیاتک، ولیس فی هذا عاراً فالجسم والروح کلاهما عرضة للامراض.

ونقطة أخیرة یا سیدتی!

عندما یثبت لدیک إنّ زوجک یرنو الى الزواج من امرأة أخرى فهذا یعنی أن هناک خللاً فی زواجه منک، وهنا ابحثی عن طموحات زوجک.. فتشی عن النقص فیک وبادری الى اعادة زوجک الى بیته الأول.. الى حبّه الأول أنک تعرفین ما الذی یجب عمله..

وتأکدی أن ستنجحین یا سیدتی!

 

[172] الشهر الثالث من السنة الایرانیة وهو آخر شهور الربیع المترجم.
[173] الشهر الحادی عشر من السنة الایرانیة وهو ثانی اشهر فصل الشتاء.
[174] اطلاعات دی 1350.
[175] المصدر السابق 7 دی 1350.
[176] المصدر نفسه 29 دی 1348.
[177] المصدر نفسه 17 تیر 1349.
[178] المصدر نفسه 25 تیر 1349.
[179] بحار الأنوار: 103/223.
[180] المصدر السابق: 74/5.
[181] المصدر نفسه: 76/267.
[182] الحجرات: الآیة 12.
[183] بحار الأنوار: 75/194.
[184] بحار الأنوار: 75/194.