پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

وأنت يا سيدي أيضاً

وأنت یا سیدی أیضاً

 

الحالات النفسیة المتقلبة والأجواء المتغیرة فیعالم الرجل تنسحب على المرأة.. مرّة تبستم للحیاة وتقبل علیها بأمل وفرح، ومرّة نراها مهمومة مغمومة وربما نراها عصیبة المزاج..

المرأة تعمل فی البیت من الصباح وحتى المساء، وهذا العمل المنزلی إذا کان مضنیاً یحطّم الأعصاب.. أضف الى ذلک صراخ الأطفال ومشاکستهم فی کثیر من الأحیان.

وقد تسمع المرأة کلمة من جارة أو قریبة تثیر أعصابها، وقدترى فی منزل صدیقة لها من المظاهر البرّاقة ما یحرّک فی أعماقها الشجون.

أجل الانسان یعیش فی قلب الحیاة؛ والحوادث سیل یتدفق باستمرار والانسان لیس صخرة لا تتأثر بحرکة الحیاة المتدفقة دوماً وقد لا یبدی الانسان تأثرة للوهلة الأولى، ولکن التراکمات المستمرة قد تصل به الى درجة لا یستطیع بعدها التحمّل.

والسیدات أکثر عرضة من الرجال لظاهرة التأثر لأنهن أرواح شفافة لطیفة أنهن کالورود إزاء الاشجار فهن أکثر تأثراً بتقلبات الطقس، فالمرأة عاطفیة مرهفة الحس رقیقة الشعور.. ولذا فانهن سریعات التأثر.

وفی ظروف تفقد فیها المرأة السیطرة على اعصابها فانها بحاجة ماسة جدّاً الیک..


الرجل شریک حیاتها وهو یحمل عب‏ء الحیاة معها.. یقاسمها الهموم یتحمل أکثر من غیره مسؤولیته تجاه زوجته کانسان یعیش معها تحت سقف واحد.

عندما تلج بیتک وتفاجأ بمنظر زوجتک وهی ثائرة الاعصاب مکفهرّة الوجه عابسة الملاح تطلّ من عینیها المرارة فحاول أن تهدّى‏ء من حالتها...

واذا لم تحیّک أو تستقبلک کعادتها فبادر أنت لتحیتها.. حاول أن تبدی عطفک وحنانک لها.

ابتسم لها واقبل علیها بوجه ودود وتحدّث الیها بما یشعرها بالدف‏ء والمحبّة والاحترام.

ساعدها فی شؤون البیت ولا تزید الطین بلّة بکلمة تضاعف آلامها..

وتجنب یا سیدی عبارات من قبیل:

«هل جننت الیوم».

«ماذا حصل لک حتى تعبسین بهذه الطریقة المخیفة».

أجل لتکن کلماتک هادئة محببة ودودة، وحاول أن تظهر لها أسفک لما حصل.

وعندما تجدها قد هدأت قلیلاً فکن لها مثل أب رحیم، بل کزوج کریم یأخذ بیدها ویلقی رأسها على صدره یشعرها الدف‏ء والسکینة والسلام وإذا کانت تواجه مشکلة ما فحاول أن تبین لها أن الحیاة هکذا وضروف الزمن والدنیا متقلبة بأهلها من حال الى حال... الصبر مفتاح الفرج..

ان کلماتک.. خطوتک الودودة ستعید الى روحها الأمل، وستکون هذه الکلمات المخلصة بلسماً لجراحها..

وعندها سیعود الصفاء مرّة أخرى الى البیت، یعود الدف‏ء ویتدفق نبع
السعادة والأمل مرّة أخرى فی حیاتکما، وستکونان أکثر قدرة على مواجهة تحدیات الحیاة وعادیات الزمن.

ومن یدری فقد یؤدی موقفک المتشنج فی مثل تلک الظروف الى اندلاع نزاع یتفاقم ویأخذ أبعاداً خطیرة تنجرّ الى أن یفکر أحدکما أو کلاکما بالطلاق والانفصال.

فاحذر یا سیدی هذه النهایات المشؤومة، وکن فی مستوى المسؤولیة تعرف کیف تسیطر على الوضع المتفجّر بالهدوء التام والصبر؛ ومن صبر ظفر کما یقول المثل.

ولا تنسى أبداً إنها زوجتک وهی مثلک فی الانسانیة، وإنها أکثر تأثراً بما یجری حولها وما تواجهه فی دروب الحیاة.