پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

المرأة والزينة

المرأة والزینة

 

هناک نزعة لدى المرأة للظهور فی اجمل شکل خاصّة أمام الآخرین فی محفل أو جلسة سمر أو مجالس الضیافة.

ترتدی أجمل الثیاب وتتعطر بأفضل العطور وتتزیّن بأسورة من ذهب وفضة.

ولکن من المفارقات فی هذا المضمار إنّ المرأة تحرص على ذلک عندما تروم الخروج من المنزل، ولکنها لدى عودتها تعید ثیابها الجمیلة وتنزع اسورتها وتهمل تماماً عطرها، وترتدی ثیاباً ربما من الدرجة الثالثة وقد تستخدم جورباً مثقوباً مثلاً!

فی حین ان العکس هو المطلوب فالحیاة الزوجیة المشترکة ورغبة الرجل فی ان یرى زوجته فی أجمل هیئة وفی أبهى منظر، یفرض على المرأة الاهتمام بهذا الجانب.

ان ظهور المرأة امام زوجها فی شکل أخّاذ سوف یعزّز من علاقات الحب بین الزوجین.

الزوج هو الرجل الوحید الذی یحق له التمتع بجمال امرأته.

ما الذی یجدی المرأة لو عرضت فتنتها أمام الآخرین؟ ولماذا تعرّض نفسها للنظرات الآثمة والجائعة؟ وهل هناک غیر المعصیة تجنیها المرأة دون ثمن؟!


یقول سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«أیّة امرأة تطیّبت ثمَّ خرجت من بیتها فهی تلعن حتّى ترجع الى بیتها متى رجعت»[126].

ویقول صلوات اللّه‏ علیه فی مناسبة أخرى:

«ألا أخبرکم بخیر نسائکم: المتبرِّجة من زوجها الحصان عن غیره، التی تسمع قوله وتطیع امره، الا اخبرکم بشرِّ نسائکم؟ المتبرِّجة إذا غاب عنها زوجها»[127].

ان اجتذاب حب الزوج لیس امراً سهلاً.

لا تحاولی خداع نفسک وتتصورین ان زوجک سوف یحبّک الى الأبد..

حاولی أن تتعرفی الى طموحاته وتطلّعاته.. انه رجل والرجل هو المفتون دائماً..

ربّما تصادفه فی الشارع امرأة فاتنه ربّما تثیره بعطرها وتبهره بزینتها.. فتفتن قلبه وتشغل فکره.. ثم اذا عاد الى المنزل وجدک فی وضع مؤسف.. لا بدلة جمیلة ولا تسریحة شعر مناسبة.. وقد تفوح منک رائحة التوابل فیمتلأ قلبه بالحسرة ویتسرب البرود الى شعلة الحب فی قلبه فتخبو.

وقد یجنح به الخیال الى تلک المرأة التی صادفها فی الطریق ویتصورها ملاکاً هبط من السماء، وقد ینتابه هاجس الزواج من امرأة أخرى تتحلّى بتلک المواصفات.

سیدتی!


لا یعوزک شیء من مواصفات المرأة الانیقة والفاتنة.. انک تستطیعین أن تظهری بابهى واجمل صورة لو التفت الى نفسک.. لو وقفت أمام المرآة قلیلاً.

إنّ من حق زوجک علیک أن تتجملّی له وتتعطّری بل وتتدلعی وثقی أنک سوف تزیدین من توهج الحب فی قلبه لأنک المرأة الوحیدة التی انتخبک من دون نساء العالم وهو یقدّرک ویضمر لک المودّة والحبّ.

اقرأی هذه الرسالة وهی من زوج یصوُّر معاناته:

«لا یمکن تمییز امرأتی عن أیة خادمة..

أقسم على ذلک.. اننی اتمنى دائماً وأقول لیت امرأتی ترتدی مثل هذه الحلل والبدلات الجمیلة وتنبذ تلک القمصان المتهرئة والثیاب المهلهلة.

کم مرة قلت لها: لماذا لا ترتدین ثیابک الحلوة ولو فی أیام الجمعات على الأقل؟

وجاء الجواب: انک تعاملنی کما لو کنت طفلة وترید أن تخجلنی أمام زمیلاتی[128].

سیدتی!

ربّما تتساءلین کیف تنسجم الزینة وارتداء الثیاب الجمیلة والتعطّر مع أعمال البیت والطبخ؟!

ولکن تأکّدی انک لو ادرکت حجم هذه المشکلة لما ادخرت وقتاً فی المبادرة.

ثم ما هو الضرر فی أن ترتدی المرأة للعمل بدلة العمل وللاستراحة حلة بهیجة أنیقة؟!


وما هو الاشکال أن تستقبل المرأة زوجها فی هیئة تدخل الفرحة فی قلب شریک الحیاة.

یقول الامام الصادق علیه‌‏السلام: «خیر نسائکم نساء قریش ألطفهنَّ بأزواجهنَّ وأرحمهنَّ بأولادهنَّ، المجون لزوجها، الحصان لغیره، قلنا له: وما المجون؟ قال: التی لا تمتنع»[129].

عن الامام الصادق علیه‌‏السلام وسئل عن حلی الذهب للنساء: «لیس فیه بأس ولا ینبغی للمرأة أن تعطّل نفسها ولو ان تعلّق فی عنقها قلادة. ولا ینبغی لها أن تدع یدها من الخضاب ولو ان تمسحها بالحنّاء مسحاً ولو کانت مسنّة»[130].

 

[126] بحار الانوار: 103/247.
[127] المصدر السابق: 235.
[128] اطلاعات 13 اسفند 1351.
[129] بحار الانوار: 103/239.
[130] بحار الانوار: 103/260.