پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

بواعث الغلو

ثمة بواعث تدفع الغلاة والمروجین للغلو الى الاعتقاد بهذه الأفکار
الباطلة والعقائد الفاسدة وقد ورد فی بعض أحادیث الأئمّة اشارة إلیها :

1 ـ الجهل والسطحیة

صدر توقیع من الامام صاحب الزمان ردّاً على الغلاة جاء فیه :

« تعالى اللّه‏ عزوجل عمّا یصفون سبحانه وبحمده لیس نحن شرکاءه فی علمه ولا فی قدرته بل لا یعلم الغیب غیره کما قال فی محکم کتابه تبارک وتعالى : « قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلاَّ اللّه‏ُ » وأنا وجمیع آبائی من الأولین آدم ونوح وابراهیم وموسى وغیرهم من النبیین ومن الآخرین محمّد رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وعلی بن أبی طالب والحسن والحسین وغیرهم ممن مضى من الأئمّة صلوات اللّه‏ علیهم أجمعین الى مبلغ أیامی ومنتهى عصری عبد اللّه‏ عزوجل... قد آذانا جهلاء الشیعة وحمقاؤهم ومن دینه جناح البعوضة ارجح منه واشهد اللّه‏ الذی لا اله الاّ هو وکفى به شهیداً ومحمّدً رسوله وملائکته وأنبیاءه وأولیاءه وأشهد کل من سمع کتابی هذا أنی بریء الى اللّه‏ والى رسوله ممّن یقول إنّا نعلم الغیب أو نشارک اللّه‏ فی ملکه »[133].

2 ـ الاستغلال المالی وأکل المال الحرام

ذُکر أبوالخطاب فی مجلس للامام الباقر علیه‌‏السلام فلعنه الامام ولعن أصحابه ولعن الشاکین فی لعنه ولعن من وقف فی ذلک وشک فیه ( المتردد
فی اللعن ) ثمّ قال علیه‌‏السلام :

« هذا أبو العمرو وجعفر بن واقد وهاشم بن أبی هاشم استأکلوا بنا الناس ( یأکلون الأموال بالباطل باسم الأئمّة ) فصاروا دعاة یدعون الناس الى ما دعا الیه أبو الخطاب لعنه اللّه‏ ولعنهم معه ولعن من قبل ذلک منهم »[134].

3 ـ الافراط فی الحب

قال الامام علی بن الحسین زین العابدین علیه‌‏السلام :

« ان الیهود أحبوا عزیراً حتّى قالوا فیه ما قالوا فلا عزیر منهم ولا هم من عزیر وان النصارى أحبوا عیسى حتّى قالوا فیه ما قالوا فلا عیسى منهم ولا هم من عیسى وإنا على سنّة من ذلک إن قوماً من شیعتنا سیحبّونا حتّى یقولوا فینا ما قالت الیهود فی عزیر وما قالت النصارى فی عیسى بن مریم فلا هم منّا ولا نحن منهم »[135].

خلاصة وتحذیر

کما مرّ آنفاً ابتلی التشیع الحق بظهور مجامیع غالت فی الایمان بالأئمّة علیهم‏ السلام الى حدّ رفعهم الى ما فوق البشر وان اللّه‏ خلق الأئمّة ثمّ فوض الیهم الرزق والخلق وقد عانى أئمّة اهل البیت علیهم‏ السلام من الغلاة وأفکارهم
الفاسدة المضللة فقد شوهوا التشیع الحق وأساءوا الى أهل البیت علیهم‏ السلام ولقد کان الغلاة أشدّ خطراً على مذهب أهل البیت من أعدائهم لأنهم ظهروا من داخل الشیعة وکانوا یدّعون الولاء والحب للأئمّة علیهم‏ السلام ومن المؤسف ان البعض استغل ذلک مادیاً ورفع شعار الولاء للأئمّة وراح یخدع بسطاء الناس ویستغلهم مالیاً.

وقد تصدّى الأئمّة علیهم‏ السلام لهؤلاء المنحرفین بقوّة وحزم وهاجموهم فی کلّ المناسبات واعلنوا البراءة منهم وأفتوا بهدر دماء زعمائهم ویمکن القول ان الأئمّة علیهم‏ السلام قد نجحوا فی ذلک فقد تراجع تأثیرهم الى أن زال وانتهى بحیث لا یوجد منهم الیوم أحد وقد تابع علماء الامامیة هذا النهج الحازم فی التصدّی لأیة أفکار هدّامة تظهر باسم حب أهل البیت.

وهنا نحذّر ذوی الاهتمام من علماء الاسلام ونهیب بهم وندعوهم الى الیقظة والحذر من ظهور بعض الأفکار من قبل الذین یحاولون استغلال الناس البسطاء وطرح بعض الأفکار الهدّامة فی شعارات جدیدة وکلمات معسولة ممتزجة باعلان الولاء والحب لأهل البیت علیهم‏ السلام فهناک من النصّابین ممن یحاول استغلال ذلک مرّة بالأحلام والرؤى واخرى باختلاق الکرامات التی یزعمون انها تحصل فی هذا الضریح وذاک المرقد لذا نهیب بالجمیع وندعوا الى الحذر والیقظة للتصدی لهؤلاء المحتالین.

 

[133]. المصدر نفسه: ص267.
[134]. المصدر نفسه: ص319.
[135]. المصدر نفسه: ص288.