پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

مصاديق أهل البيت عليهم‏ السلام

مصادیق أهل البیت علیهم‏ السلام

من هم أهل البیت الذین قصدتهم الآیة ونزلت فی حقهم ان الأحادیث والروایات تشیر الى ان الآیة الکریمة نزلت فی بیت اُمّ سلمة رضی اللّه‏ عنها وأن النبی صلى ‏الله‏ علیه‏ و‏آله ارسل وراء علی وفاطمة والحسن والحسین علیهم‏ السلام وأنه صلى ‏الله‏ علیه‏ و‏آله القى علیهم کساءه ثم قرأ الآیة الکریمة کما انه لم یسمح للسیّدة اُمّ سلمة بالدخول تحت الکساء وهذا الاجراء من النبی صلى ‏الله‏ علیه‏ و‏آله خطوة لسدّ الطریق على من سیدّعی فیما بعد انه من أهل البیت کما ان النبی صلى‏الله‏علیه‏و‏آله صرّح باقتصار الدلالة فی الآیة الکریمة على علی وفاطمة والحسن والحسین.

وقد روی عن أبی سعید الخدری قال : قال رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ علیه‏ و‏آله: نزلت هذه الآیة فی خمسة :

« إِنَّما یُریدُ اللّه‏ُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهیراً »[77].

وکان علی والحسن والحسین علیه‌‏السلام یستشهدون بهذه الآیة الکریمة فی بعض المناسبات فی بیان مناقبهم وفضائلهم ولم یصادف أن انکر علیهم أحد فی کل الموارد التی استشهدوا بها.

تفسیر الآیة

لتسلیط الضوء على معنى الآیة الکریمة نشیر الى موضوعین :

فی معنى الرجس الذی یعنى فی اللغة النجس وقد استخدمت هذه المفردة فی القرآن لتدلّ على معنیین :

الأول : النجاسة الظاهریة وهی النجاسة الشرعیة کما فی قوله تعالى :

« قُلْ لا أَجِدُ فی ما أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ یَطْعَمُهُ إِلاّ أَنْ یَکُونَ مَیْتَةً أَوْدَماً مَسْفُوحاً أَوْلَحْمَ خِنزیرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ »[78].

أما المعنى الثانی فهو النجاسة الباطنیة والنفسانیة یعنی الکفر ، العصیان والذنب کما فی قوله تعالى :

« وَأَمَّا الَّذینَ فی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ کافِرُونَ »[79].

ومن المؤکد ان اعرض القلبی للکافرین لیس نجاسة ورجساً ظاهریاً کما ان اللّه‏ سبحانه وتعالى لم یطلب منهم التطهر من النجاسة الظاهریة بل دعاهم الى التطهّر من الرجس الباطنی والأمراض النفسیة من قبیل الکفر والنفاق والعناد والتمرّد على أوامر اللّه‏ عزوجل.

والسؤال هنا هل ان الرجس الذی ورد فی آیة التطهیر یقصد المعنى الأول أم المعنى الثانی ؟ هل کان التطهیر فی الآیة من الرجس الظاهری أم من الرجس الباطنی ؟

ان التأمل فی سیاق الآیة ومفادها یؤکد ان المراد هو المعنى الثانی والرجس الباطنی وذلک لورود أداة الحصر :

« انما » التی حصرت التطهیر بأهل البیت ولو کان المراد المعنى الأول ذی التطهیر من النجاسة الظاهریة فان هذا التطهیر لا یقتصر على أهل البیت بل یشمل عموم المکلفین فقد أکدت الشریعة الاسلامیة على وجوب التطهیر من النجاسات واجتنابها واذا کان الأمر کذلک فلا امتیاز لأهل البیت فی ذلک ولما افتخر بهذه الآیة الأئمة من أهل البیت علیهم‏ السلام.

 

[77]. المصدر نفسه: ص167.
[78]. الأنعام 6: 145.
[79]. التوبة 9: الآیة 125.