پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

معرفة الأحکام، علم الامام في ضوء الأحاديث

 معرفة الأحکام

تعتقد الإمامیة بأنّ یجب أن یکون عالماً بالأحکام محیطا ً بالشریعة عارفا ً بأسباب السعادة علل الشقاء ، خبیرا ً الأخلاق ، هادیا ً إلی سبیل الرشاد. و هی تسوق من أجل إثبات ذلک أدلتها عبر طریقین.

الأول: و هو ذات الأدلة التی ذکرت فی إثبات ضرورة الامام ، کصفة من صفاته ، و بشکل سریع یمکن القول ان وجود فرد کامل ، یعکس بشکل فعلی قابلیة النوع الإنسانی علی التکامل و السیر فی طریق الکمال ، و هوبهذا یجسّد غائبة الوجود البشرة. فکیف یمکن تصور فرد کهذا أن یکون جاهلا ً بأحکام الشریعة ، فی حین یعیش حالة من الشهود الکامل لحقیقة الدین ، و هو فی ذات الوقت محل لتلقی الفیض الإلهی الذی ینعکس عنعه الی سائر البشر.

الثانی: ان الله الحکیم الذی خلق الإنسان و أودع فیه قابلیة التکامل و الکمال ، لم یترکه سدی لیهوی فی مطبات الضلال ، بل أعدله طریقا ً تکاملیا ً یکلفل له السعادة فی الدنیا وفی الآخرة ، و من هنا بعث له أنبیاء یدلونه الطریق ، و لأن وجود النبی محدود زمنیاً ًفقد اقتضت حکمة الله و لطفه أن یبقی طریقه قائماً و صراطه دائماً و بابه مفتوحاً لداعیه، فکان وجود فرد معصوم یخلف النبی فی تبلیغ الرسالة و إقامة الدین و إرشاد الناس من لطف الله عزوجل.وحتی لا یبقی البشر بلا هداة و الدین بلادعاة و هو ما اصطلح علیه بالامام.

وإذا کانت مهمة الإمام هی فی حفظ الشریعة و الأحکام لزم أن یکون عالما ً بها محیطاً ًبأسرارها حافظاً لمعارفها ؛ فکیف یکون الإمام و هو مرجع الأنام عاجزا ً عن حل مسائل الإسلام؟!

 

علم الامام فی ضوء الأحادیث

فی هذا المضمار أحادیث و روایات منها ما روی:

عن علی أبی طالب (علیه السلام) قوله: فیهم کرائم القرآن و هم کنوز الرحمن ان نطقوا صدقوا و ان صمتوا لم یستقوا (1).

وعنه (علیه السلام) قال: هم عیش العلم و موت الجهل ، یخبرکم حلمهم و لایختلفون فیه (2).

وعنه أیضا ً قال: بهم عاد الحق فی نصابه و انزاح الباطل عن مقامه و انقطع لسانه من منبته.عقلوا الدین عقل و عایة و رعایة ، لا عقل سماع و روایة فان رواة العلم کثیر ورعاته قلیل (3).

وعن عبدالله بن سلیمان العامری عن الامام الصادق (علیه السلام) قال: «مارالت الأرض إلّا ولله فیها الحجّة یعرف الحلال و الحرام و یدعو الناس إلی سبیل الله»(4).

 

وعن زرارة و تفضیل عن الامام الباقر (علیه السلام) قال: ان العلم الذی نزل مع آدم یرفع والعلم یتوارث و کان علی (علیه السلام) عالم هذه الاُمّة و انّه لم یهلک منّا عالم قط إلّا خلفه من أهله من علم مثل علمه أو ماشاءالله»(5).

وعن الامام الصادق(علیه السلام) قال: ان الله عزوجل أوضح بأئمة الهدی من أهل بیت نبیّنا عن دینه ، و أبلج بهم عن سبیل منهاجه ، و فتح بهم عن باطن ینابیع علمه ، فمن عرف من أمة محمّد (صلی الله علیه و آله و سلم) واجب حق إمامه ، وجد طعم حلاوة إیمانه ، و علم فضل طلاوة إسلامه ، لأن الله تبارک و تعالی نصب الإمام علما ً لخلقه ، و جعله حجّة علی أهل مواده و عالمه ، و ألبسه الله تاج الوقار و غشّاه من نورالجبّار ، یمدّّّ بسبب الی السماء لا ینقطع عنه مواده ، ولا ینال ما عندالله إلّا بجهة أسبابه ، ولا یقبل الله أعمال العباد إلّا بمعرفته فهو عالم بما یرد علیه من ملتبسات الدجی ، و معمیات السنن ، و مشتبهات الفتن ، فلم یزل الله تبارک تعالی یختارهم لخلقه من ولد الحسین من عقب کل إمام»(6).

وعن الامام علی (علیه السلام) قال: اللهم بلی تخلو االأرض من قائم لله بحجّة ، اما ظاهراً ًمشهورا ً أو خائفا ً مغموراً ، لئلّا تبطل حجج الله و بیّناته. کم ذا و أین أولئک ، أولئک والله الأقلّون عددا ً الأعظمون عندالله قدرا ً. یحفظ الله بهم حججه. بیناته حتی یودعوها نظراءهم و یزرعوها فی قلوب إشباههم. هجم بهم العلم علی حقیقة البصیرة وباشروا روح الیقین و استلانوا ما استوعره المترفون و أنسوا بما استو حش منه الجاهلون، و صحبوا الدنیا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحل الأعلی.أولئک خلفاء الله فی أرضه و الدعاة الی دینه (7).

 


وأحادیث اُخری:

وعن الحسن بن علی (علیه السلام) قال: إنّ الأئمة منّا و إنّ الخلافة لا تصلح إلّا فینا و أنّ الله جعلنا أهلها فی کتابه و سنّة نبیّه ، و إن العلم فینا و نحن أهله. وهو عندنا مجموع کله بحذافیره و انّه یحدّث شیء إلی یوم القیامة حتی أرش الخدش إلّا وهو عندنا مکّةوب بإملاء رسول الله و بخط علی بیده (8).

وعن محمّد بن مسلم عن الامام الباقر (علیه السلام) قال: إن العلم یتوارث ، و لایموت عالم إلّا وترک من یعلم مثل علمه أو ما شاأالله (9).

وعن الحارث بن المغیر ة قال: سمعت الإمام الصادق (ع) یقول:

ان العلم الذی نزل مع آدم (علیه السلام) لم یرفع ، و ما مات عالم إلّا و قد ورث علمه ، ان الأرض لاتبقی بغیر عالم (10).

وعن الصاده (علیه السلام) أیضا ً قال: نحن شجرة النبوّة ، و بیت الرحمة ، و مفاتیح الحکمة ، و معدن العلم ، و موضع الرسالة ، و مختلف الملائکة ، و موضع سر الله ، ونحن ودیعة الله فی عباده ، ونحن حرم الله الأکبر ، ونحن ذمة الله ، ونحن عهدالله ، فمن و فی بعهدنا فقد وفی بعهدالله ، و من خفرها فقد خفر ذمّة الله»(11).

وعنه أیضا ً قال: إن الله عزوجل علمین: علما ً عنده لم مطلع علیه أحداً من خلقه ، و علما ً نبذه إلی ملائکته و رسله ، فما نبذه الی ملائکته و رسله فقد انتهی الینا (12).

وعنه أیضا ً قال: و الله إنّا لخزّان علم الله فی سمائه و أرضه لا علی ذهب و لا فضة إلّا علی علمه(13).

وعنه أیضا ً قال: إن الله خلقنا و صوّرنا فأحسن صورنا وجعلنا خزانه فی سمائه و أرضه ، و لنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عُبدالله و لولانا ما عبدالله (14).

وعن عبدالملک بن عطا عن الامام الباقر (علیه السلام) قال: نحن أولو الذکر ونحن أولو العلم و عندنا الحلال و الحرام (15).

وعن أبی بصیرعن الامام الصادق (علیه السلام) قال: «یا أبابصیر نحن شجرة العلم و نحن أهل بیت النبی (صلی الله علیه و آله و سلم) وفی دارنا محبط جبریل و نحن خزّان علم الله و نحن معادن و حی الله من تبعنا نجا ومن تخلّف عنا هلک ، حقا ً علی الله عزوجل»(16).

وعن علی (علیه السلام) قال: «نحن أنوار السموات و الأرض و سفن النجاة و فینا مکنون العلم و إلینا المصیر»(17).

وعن الصادق (علیه السلام) قال «نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمرالله ؛نحن قوم معصومون ، أمرالله بطاعتنا و نهی عن معصیتنا ، نحن حجّة الله البالغة علی من دون السماء وفوق الأرض»(18).

 

(1)نهج البلاغة: الخطبة 150
(2)نهج البلاغة الخطبة 143
(3)المصدر السابق: الخطبة 234
(4)أصول الکافی: ج1ص178
(5)المصدر السابق: ص222
(6)ینابیع المودة: ص26و574- أصول الکافی: ج2ص293
(7)نهج البلاغة: الخطبة 147- یبایع المودة ص624- مناقب الخوارزمی: ص264
(8)الاحتجاج للطبرسی: ج2ص6
(9)اصول الکافی: ج1ص222
(10)اصول الکافی: ج1ص223
(11)المصدر السابق: ص221
(12)المصدر السابق: ص255
(13)غایة المرام: ص514
(14)غایة المرام: ص514
(15)المصدر السابق: ص517
(16)المصدر السابق: 515
(17)تذکرة الخواص: ص130
(18)اصول الکافی: ج1ص269