پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الأدلّة على امامة الأئمّة

کنا قد تعرّضنا فی ما مضى الى انه لا یمکن معرفة الامام وتعیینه الاّ عن طریق الارشاد الالهی لأن الامام وخلیفة النبی یجب أن یکون منزهاً
عن الخطأ والاشتباه والنسیان وارتکاب المعصیة ولهذا فلا یمکن معرفة الامام الاّ عن طریق الوحی الالهی وعبر الرسول من هنا فان معرفة الامام تتم بتعریف ونصب النبی الذی یتمتع بالعلوم الوحیانیة وکذلک عن طریق الامام السابق الذی ثبتت امامته والذی یتمتع بعلوم النبی وأیضاً اقامته الدلیل على امامته بکرامة من اللّه‏ عزوجل ولذا فانه فی اثبات الامامة لکل امام نحتاج الى أحد الأدلّة التالیة :

الدلیل الأوّل : أحادیث النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله

صرّح النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله بأن عدد الأئمّة هو اثنا عشر اماماً بل انه ذکر أسماءهم وثمة أحادیث لدى أهل السنة والشیعة على السواء فی هذا المضمار وهی أحادیث صحیحة ثابتة لدى الفریقین ویمکن تقسیم هذه الأحادیث الى مجموعات :

المجموعة الاولى : الأئمّة اثنا عشر کلّهم من قریش

ونشیر فی هذه المجموعة الى طائفة من الأحادیث :

عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبی على النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله فسمعته یقول :

« ان هذا الأمر لا ینقضی حتّى یمضی منهم اثنا عشر خلیفة ».

قال : ثمّ تکلّم بکلام خفی علی ، فقلت لأبی : ما قال ؟ قال : قال صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله :

« کلّهم من قریش »[136].

وعن السماک بن حرب قال : سمعت جابر بن سمرة یقول : سمعت رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یقول :

« لا یزال الاسلام عزیزاً الى اثنی عشر خلیفة ».

ثمّ قال کلمة لم أفهمها ، فقلت لأبی : ما قال ؟ فقال :

« کلّهم من قریش »[137].

وروی عن سعد بن أبی وقاص قال : کتبت الى جابر بن سمرة مع غلامی نافع إن أخبرنی بشیء سمعته من رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله قال : فکتب الیّ سمعت رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یقول جمعة عشیة رجم الأسلمی یقول :

« لا یزال الدین قائماً حتى تقوم الساعة أو یکون علیکم اثنا عشر خلیفة کلّهم من قریش »[138].

وهنا نجد النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یؤکد على وجود اثنی عشر اماماً وخلیفة صالحاً کلّهم من قریش یتعاقبون على الخلافة بعده وان وجودهم فی مسؤولیاتهم القیادیة یؤدی الى عزة الاسلام والمسلمین.

ولا یخفى ان هذا العدد لا ینطبق على عدد الخلفاء الراشدین ولا على خلفاء بنی امیة وبنی مروان ولا على خلفاء بنی العباس ولا حتى بتلفیق العدد من هؤلاء وهؤلاء ویبقى شعار الأئمة الاثنا عشر الذی تنادی
به شیعة آل البیت علیهم‏السلام التفسیر الوحید لهذا الحدیث النبوی الشریف.

المجموعة الثانیة : الأئمّة اثنا عشر وهم معصومون

عن عبداللّه‏ بن عباس قال : سمعت رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یقول :

« أنا وعلی والحسن والحسین وتسعة من ولد الحسین مطهّرون معصومون »[139].

وعن عمّار بن یاسر قال : قال رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله لفاطمة :

« لا تبکی ولا تحزنی فانک سیّدة نساء أهل الجنّة وأباک سید الأنبیاء وابن عمّک سیّد الأوصیاء وابنیک سیّدا شباب أهل الجنّة ومن صلب الحسین یخرج اللّه‏ الأئمّة التسعة مطهّرون معصومون ومنّا مهدی هذه الاُمّة »[140].

ونظراً لما مرّ آنفاً فی ضرورة أن یکون خلیفة النبی والامام معصوماً نجد فی هذه الأحادیث ما یؤید هذا الشرط والأحادیث فی ذلک کثیرة یمکن من خلالها الاستدلال على ان الأئمّة بالحق وخلفاء الرسول صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله هم اثنا عشر اماماً وخلیفة وهم الذین نزلت بحقهم آیة التطهیر ولیس الآخرین ممّن لم یدّعوا العصمة ولم تثبت لهم.

وروى أبو الطفیل عن علی علیه‌‏السلام قال :

« قال لی رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله : أنت الوصی على الأموات من أهل بیتی
والخلیفة على الأحیاء من امتی ، حربک حربی وسلمک سلمی أنت الامام أبو الأئمّة احد عشر من صلبک أئمّة مطهّرون معصومون ومنهم المهدی الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً ویل لمبغضیهم »[141].

المجموعة الثالثة : الأئمّة اثنا عشر اسم أوّلهم وآخرهم

وفی هذا الباب أحادیث کثیرة تشیر الى ان عدد الأئمّة اثنا عشر مشیرة الى اسم أوّلهم واسم آخرهم وهذه أمثلة منها :

عن سلمان المحمّدی ( الفارسی ) قال : دخلت على النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله ، فاذا الحسین على فخذه وهو یقبل عینیه ویلثم فاه ویقول :

« أنت سید ابن سید أبو سادة أنت امام ابن امام أبو الأئمّة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبک تاسعهم قائمهم »[142].

وروى عبداللّه‏ بن عباس قال : قال رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله :

« إنّ خلفائی وأوصیائی وحجج اللّه‏ على الخلق بعدی اثنا عشر أوّلهم أخی وآخرهم ولدیقیل یا رسول اللّه‏ ومن أخوک ؟ قال : علی بن أبی طالب.

قیل : فمن ولدک ؟ قال : المهدی الذی یملأها قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً »[143].

وعن الحسن بن علی علیه‌‏السلام قال :

« قال رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله الأئمّة بعدی بعدد نقباء بنی اسرائیل وحواری عیسى من أحبهم فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق ، هم حجج اللّه‏ فی خلقه وأعلامه فی بریّته »[144].

روى جابر بن عبداللّه‏ الأنصاری انه سأل رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله قال : یا رسول اللّه‏ ومن الأئمة من ولد علی بن أبی طالب ؟ فقال :

« الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة ، ثمّ سیّد العابدین فی زمانه علی بن الحسین ، ثمّ الباقر محمّد بن علی وستدرکه یا جابر ! فان أدرکته فاقرأه منی السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ الکاظم موسى بن جعفر ، ثمّ الرضا علی بن موسى ، ثمّ التقی محمّد بن علی ، ثمّ النقی علی بن محمّد ، ثمّ الزکی الحسن بن علی ، ثمّ ابنه القائم بالحق مهدی امتی الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً ، هؤلاء یا جابر خلفائی وأوصیائی وأولادی وعترتی ، من أطاعهم فقد أطاعنی ومن عصاهم فقد عصانی من أنکرهم أو انکر أحداً منهم فقد أنکرنی ، بهم یمسک اللّه‏ السماء أن تقع على الأرض الاّ باذنه وبهم یحفظ اللّه‏ الأرض أن تمید بأهلها »[145].

وروى سهل بن سعد الأنصاری قال : سئلت فاطمة بنت رسول اللّه‏
عن الأئمّة فقالت :

« کان رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یقول لعلی : یا علی أنت الامام والخلیفة بعدی وأنت أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى فابنک الحسن أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى الحسن فالحسین أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى الحسین فابنه علی بن الحسین أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى علی فابنه محمّد أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى جعفر فابنه موسى بن جعفر أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى موسى فابنه علی بن موسى أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى علی فابنه محمّد أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى محمّد فابنه علی أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى علی فابنه الحسن أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، فاذا مضى الحسن فابنه القائم المهدی أولى بالمؤمنین من أنفسهم ، یفتح اللّه‏ به مشارق الأرض ومغاربها ».

وروى علی بن أبی طالب علیه‌‏السلام عن رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله انه قال :

« من أحب أن یلقى اللّه‏ عزوجل مقبل علیه غیر معرض عنه فلیتولّک ، ومن سرّه أن یلقى اللّه‏ عزوجل وهو راض عنه فلیتولّ ابنک الحسن ، ومن أحب أن یلقى اللّه‏ عزوجل ولا خوف علیه فلیتول ابنک الحسین ومن أحب أن یلقى اللّه‏ وقد تمحص عنه
ذنوبه فلیتولّ علی بن الحسین فانه کما قال اللّه‏ : « سیماهُمْ فی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ » ومن أحب أن یلقى اللّه‏ عزوجل وهو قرّة العین فلیتول محمّد بن علی ومن أحب أن یلقى اللّه‏ طاهراً مطهراً فلیتولّ موسى بن جعفر الکاظم ومن أحب أن یلقى اللّه‏ وهو ضاحک فلیتوّل علی بن موسى الرضا ومن أحب أن یلقى اللّه‏ وقد رفعت درجاته وبدّلت سیئاته حسنات فلیتولّ ابنه محمّداً ومن أحب أن یلقى اللّه‏ عزوجل فیحاسبه حساباً یسیراً ویدخله جنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقین فلیتولّ ابنه علیّاً ومن أحب أن یلقى اللّه‏ عزوجل وهو من الفائزین فلیتول ابنه الحسن العسکری ، من أحب أن یلقى اللّه‏ عزوجل وقد کمل ایمانه وحسن اسلامه فلیتولّ ابنه المنتظر محمّداً صاحب الزمان المهدی ، فهؤلاء مصابیح الدجى وأئمّة الهدى وأعلام التقى فمن أحبهم وتولاّهم کنت ضامناً له على اللّه‏ الجنة »[146].

وعن الامام الحسن بن علی علیه‌‏السلام قال :

« سمعت رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله یقول لعلی علیه‌‏السلام : انت وارث علمی ومعدن حکمی والامام بعدی فاذا استشهدت فابنک الحسن ، فاذا استشهد الحسن فابنک الحسین ، واذا استشهد الحسین فابنه علی یتلوه تسعة من صلب الحسین أئمّة أطهار ، فقلت یا رسول اللّه‏ فما أسماؤهم ؟ قال : علی ومحمد وجعفر وموسى وعلی ومحمّد وعلی
والحسن والمهدی من صلب الحسین یملأ اللّه‏ به الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً »[147].

الدلیل الثانی : نصب الامام السابق

وأهم دلیل على امامة الأئمّة الاثنی عشر نصب الامام السابق للامام اللاحق فالامام الذی نصبه رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله هو کالنبی فی مسألة تعیین الامام الذی یخلفه فی هذه المسؤولیة ، فیقوم بتعریفه للناس ذلک انه یتمتع بالعلوم النبویة فی تعریف المعصوم ونصبه وتعیینه.

وکتب الحدیث حافلة بهذه المضامین یمکن للمرء مراجعتها والتعمق فی نصوصها.

وکما أشرنا سابقاً ان النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وبما یتمتع به من عصمة وعلم لدنی علیه وهو الذی یعین الامام والخلیفة بعده من خلال الاشادة بمناقبه وفضائله والتعریف بشخصیته العلمیة وقد قام النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله بذلک ازاء خلیفته ووصیه علی بن أبی طالب من خلال التنویه بشخصیته والاشارة بصفاته ومؤهلاته وقد وصلت هذه الممارسات ذروتها فی واقعة غدیر خم حین شهد عشرات الالوف من المسلمین هذه الواقعة التاریخیة کما عهد النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله الى وصیّه حول الأئمّة من ولده ولهذا فقد عرّف الامام علی ابنه الحسن ونصبه للامامة ولمّا شعر الامام الحسن بدنو الأجل نصب أخاه الحسین اماماً وهکذا الأمر بالنسبة لسیّد الشهداء الحسین الذی نصب ابنه
علی زین العابدین اماماً من بعده وسلّمه میراث النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وهکذا تستمر هذه الظاهرة الى الامام الثانی عشر الذی هو مهدی هذه الامة.

الدلیل الثالث : الکرامات

وفی امامة الأئمّة الاثنی عشر یصادف أن یقوم أحدهم ومن أجل اثبات امامته بکرامة لتکون دلیلاً على صحة امامته وهذه کتب السیرة حافلة بالکرامات والمعجزات التی قام بها الأئمّة الأطهار خلال تصدّیهم لمسؤولیة الامامة.

[136]. صحیح مسلم: ج2، ص1452.
[137]. المصدر السابق: ص1453.
[138]. المصدر نفسه.
[139]. غایة المرام: ج2، ص162.
[140]. المصدر السابق: ص239.
[141]. المصدر السابق: ج1، ص193.
[142]. المصدر نفسه: ص103.
[143]. المصدر نفسه: ص106.
[144]. المصدر نفسه: ص113.
[145]. غایة المرام: ج1، ص163.
[146]. جامع أحادیث الشیعة: ج17، ص103.
[147]. غایة المرام: ج1، ص193.